
أخبار العرب في أوروبا-متابعات
حذّر مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية من تدهور موجة الجفاف التي تضرب القارة الأوروبية منذ مارس/آذار الماضي، مؤكدا أن الظاهرة آخذة في التوسع لتشمل دولا أوروبية إضافية.
وأوضح المركز، وفق تقرير نشرته النسخة الأوروبية من مجلة “بوليتيكو” قبل أيام، أن التربة في أجزاء واسعة من القارة أصبحت جافة للغاية، فيما سجل انخفاض ملحوظ في منسوب الأنهار، لاسيما في مناطق وسط وشرق أوروبا.
وتشمل المناطق الأكثر تأثرا كلا من بولندا وأوكرانيا، وهما من أبرز المراكز الزراعية لإنتاج الحبوب في أوروبا، مما يهدد الأمن الغذائي الإقليمي في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
انتشار الظاهرة وتوقعات سلبية
أشار التقرير إلى أن الظروف الجافة بدأت بالانتشار في معظم أنحاء القارة تقريبا، دون وجود مؤشرات واضحة على تحسن قريب.
وتشهد مناطق وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا، بالإضافة إلى منطقة شرق البحر المتوسط، تفاقما في حدة الجفاف.
كما أشار التقرير إلى أن شمال القارة، بما في ذلك المملكة المتحدة وأجزاء من ألمانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، مرشحة أيضاً للاستمرار تحت وطأة الجفاف، في ظل توقعات غامضة بشأن هطول الأمطار.
وأضاف التقرير أن درجات الحرارة يُتوقع أن تستمر في الارتفاع بشكل يفوق المعدلات الطبيعية حتى شهر يوليو/تموز المقبل، ما يزيد من تعقيد الوضع البيئي والمناخي في القارة.
تغير المناخ وسوء إدارة الموارد المائية
رغم أن التقرير أشار إلى وجود عوامل بشرية تساهم في تفاقم الأزمة، مثل سوء إدارة الموارد المائية، إلا أنه شدد على أن التغير المناخي يمثل السبب الرئيسي وراء تصاعد وتيرة وشدة موجات الجفاف في أوروبا.
وأكد التقرير أن الآثار الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار ستكون أكثر حدة في ظل غياب السياسات الفعالة للتكيف مع التحولات المناخية الجذرية التي تشهدها القارة.
ودعا المركز إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة من قبل الحكومات والمؤسسات الأوروبية لتفادي تداعيات كارثية على قطاعات الزراعة والمياه والطاقة.