
أخبار العرب في أوروبا-السويد
في خطوة غير مسبوقة، بدأت السجون السويدية لأول مرة في استقبال الأطفال المدانين بجرائم كبيرة، مثل جرائم العصابات والقتل، وذلك بعد أن كانت هذه الفئة تُحتجز في مراكز الأحداث التابعة للسوسيال السويدي.
وأعلنت مصلحة السجون السويدية مؤخرا تخصيص ثمانية سجون رسمية لاستيعاب هؤلاء الأطفال وتنفيذ العقوبات داخل نظام السجون السويدية، في تحول جذري في سياسة احتجاز القاصرين.
وكان يتم حجز الأطفال المدانين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما في مراكز الشباب التابعة للسوسيال (Sis)، وهي مراكز تختلف تماما عن السجون التقليدية من حيث الأجواء والإجراءات الأمنية.
مع ذلك، فإن القرار الجديد يتضمن نقل هؤلاء الأطفال إلى السجون المعدة خصيصا لهذا الغرض، والتي تتميز بمرافق أمنية متطورة وبرامج تأهيلية متخصصة.
وتشمل السجون التي ستستقبل الأطفال المدانين سجونا مثل “سجن كوملا” في منطقة Närke، الذي يُعتبر من أكبر السجون في السويد، بالإضافة إلى سجن “Österåker” شمال شرق ستوكهولم وسجن “Högsbo” في مدينة غوتنبرغ.
كما تشمل السجون الأخرى مثل “Rosersberg” و”Täby” بالقرب من العاصمة ستوكهولم، وكذلك “سجن Ystad” في جنوب السويد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه السجون تتفاوت في مستوى الأمان حسب خطورة الأطفال المدانين، حيث يتم تخصيص سجون ذات أمان عالٍ للأطفال المدانين بجرائم خطيرة، في حين يتم تخصيص سجون ذات أمان أقل للأطفال المدانين بجرائم أقل خطورة.
وفي إطار التحضيرات لاستقبال هذه الفئة، أعلنت مصلحة السجون السويدية عن تخصيص 100 زنزانة في البداية لاستقبال الأطفال المدانين، مع خطط لزيادة العدد تدريجيا إلى 250 زنزانة.
كما ستُجهز السجون ببرامج متخصصة تشمل التعليم والتدريب المهني، الدعم النفسي والعلاج، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية التي تراعي احتياجات الأطفال وتضمن احترام حقوقهم القانونية.
أيضا تعمل مصلحة السجون على تعديل المرافق في السجون لتناسب الفئة العمرية الأصغر، مع توظيف كوادر متخصصة مثل المدرّبين، المعالجين النفسيين، والمستشارين الاجتماعيين.
ومن خلال هذه التعديلات، تركز السويد على خلق بيئة تركز على التأهيل والإصلاح بدلا من العقاب البحت، مع التأكيد على أن الهدف من هذه الخطوة هو ضمان إعادة تأهيل الأطفال المدانين بجرائم كبرى وضمان عدم عودتهم للجريمة في المستقبل.