
أخبار العرب في أوروبا-متابعات
شهدت طلبات اللجوء المقدمة من السوريين إلى دول الاتحاد الأوروبي انخفاضا كبيرا بنسبة تصل إلى 70% بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024.
ووفقا لتقرير مفوضية الاتحاد الأوروبي الصادر أمس الأول الأثنين، فقد تم تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد طلبات اللجوء من السوريين، حيث تراجعت الطلبات من حوالي 16 ألف طلب شهريا في أكتوبر/تشرين الأول 2024 إلى 5 آلاف طلب فقط في فبراير/شباط 2025، وهو ما يعكس التغيرات الكبيرة في الوضع السوري بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وفي تعليق له حول هذا التطور، أوضح ماغنوس بورنر، المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، أن هذا التراجع الحاد في طلبات اللجوء من السوريين يعكس تأثير التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، مؤكدا أن هذه التغيرات يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على أنظمة اللجوء في أوروبا.
وقال بورنر: “يُظهر الانخفاض الكبير في طلبات اللجوء من السوريين بشكل خاص كيف أن التطورات في مناطق أخرى من العالم تؤثر علينا بشكل غير مباشر”.
وأضاف المفوض الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تعزيز التعاون مع الدول الشريكة لاحتواء تدفقات الهجرة قبل وصولها إلى الحدود الأوروبية، وذلك لضمان دعم الهاربين ومساعدتهم في مناطقهم الأصلية، بدلاً من انتظار وصولهم إلى القارة.
تراجع في طلبات اللجوء بألمانيا والنمسا
أما في ألمانيا، فقد انخفضت طلبات اللجوء المقدمة من السوريين بنسبة 29%، كما تراجعت طلبات اللجوء من أفغانستان بنسبة 32% ومن تركيا بنسبة 60%.
وبالمثل، أفادت وزارة الداخلية النمساوية بأن عدد طلبات اللجوء انخفض بنسبة 35%، حيث تراجعت طلبات اللجوء السورية من 1200 طلب في خريف 2024 إلى نحو 400 طلب فقط في مارس/آذار 2025.
زيادة في العودة الطوعية
ويرى التقرير أن الوضع في سوريا بدأ يشهد هدوءا نسبيا منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة، وهو ما كان له تأثير كبير على تقليص أعداد اللاجئين السوريين الذين كانوا يفرون من الأوضاع الأمنية المضطربة ومن ملاحقة أجهزة نظام الأسد المخلوع.
وتساعد هذه التطورات في البدء بعودة عدد من السوريين إلى بلادهم.
وفي هذا السياق، وثقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة نحو 437 ألف سوري من دول الجوار إلى سوريا بين ديسمبر/كانون الأول 2024 وأبريل/نيسان 2025.
كما وثقت عودة حوالي مليون سوري نازح داخليا إلى ديارهم، بما في ذلك نحو 188 ألفا من مخيمات النازحين.
وقد أعلن وزير الداخلية التركي أن نحو 175 ألف سوري، أي ما يعادل حوالي 33 ألف عائلة، قد عادوا طواعية من تركيا إلى سوريا حتى منتصف أبريل/نيسان الماضي.
هذا التراجع في طلبات اللجوء وعودة السوريين إلى بلادهم يفتح تساؤلات حول تداعيات الوضع السياسي في سوريا على الهجرة إلى أوروبا، ويعكس صورة متغيرة للوضع الإقليمي بعد سنوات من النزاع المستمر.