
أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء في قصر الإليزيه بباريس، الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول زيارة له إلى دولة غربية منذ توليه رئاسة الجمهورية السورية عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وجرى الاستقبال الرسمي في ساحة القصر الرئاسي، حيث رحب ماكرون بالشرع وصافحه أمام عدسات الصحافة، وسط اصطفاف ثلة من الحرس الجمهوري الفرنسي. ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا مشتركا في وقت لاحق اليوم.
وفي خطوة رمزية لافتة، استهل الرئيس السوري زيارته بلقاء جمعه مع فريد المذهان، المعروف بـ”قيصر”، العسكري السوري المنشق الذي كشف عبر آلاف الصور حجم الانتهاكات الجسيمة في السجون السورية خلال فترة حكم الأسد. ورافق الشرع في هذا اللقاء وزير الخارجية أسعد الشيباني.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا)، ناقش الطرفان أهمية توثيق الانتهاكات، ودور العدالة الانتقالية في المرحلة القادمة.
ويُعد هذا اللقاء الأول من نوعه مع الشرع منذ أن كشف المذهان عن هويته ووجهه في مقابلة في فبراير/شباط الماضي.
وكان “قيصر” قد جمع بين عامي 2011 و2013 أكثر من 55 ألف صورة لجثث معتقلين، بينهم نساء وأطفال، قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، قبل أن يعلن انشقاقه وينقل الأدلة إلى الخارج.
وقد شكلت هذه الصور أساساً لقانون العقوبات الأميركي المعروف بـ”قانون قيصر” الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2020، وأدى إلى فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على النظام السوري.
وبعد سقوط الأسد، دعا المذهان إلى مراجعة هذه العقوبات بما ينسجم مع المرحلة الانتقالية، وهو ما أثار نقاشاً واسعاً داخل الأوساط الحقوقية والسياسية الأوروبية.
وتأتي زيارة الشرع إلى فرنسا في إطار جولة دبلوماسية تهدف إلى كسر العزلة الدولية، وفتح قنوات التعاون مع الدول الغربية في ملفات عدة، أبرزها إعادة الإعمار، ورفع العقوبات، وتعزيز الأمن الإقليمي، إلى جانب توثيق الجرائم التي ارتكبها النظام السابق.