تقارير
أخر الأخبار

تقرير مسرّب يكشف معاداة الأجانب والإسلام في قيادة حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

في تطور جديد أثار موجة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، كُشف عن جزء مسرّب من تقرير أعدّته هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية)، أكّد تصنيف حزب “البديل من أجل ألمانيا”كتيار يميني متطرف بشكل مؤكد.

يضم التقرير الكامل أكثر من ألف صفحة، إلا أن منصة “Frag den Staat” الألمانية نشرت مقتطفا منه يتألف من 17 صفحة فقط، نقلا عن وكالة “فرانس برس”.

التقرير يستند إلى تحليل علني لخطب ومقابلات وتصريحات رسمية لعدد من أبرز قادة الحزب، بينهم أليس فايدل، وتينو كروبالا، وماكسيميليان كراه، ويكشف عن خطاب سياسي يتسم بالعداء للأجانب، والإسلام، إضافة إلى مواقف مناهضة للنظام الديمقراطي.

وتم هذا التصنيف يوم الجمعة الماضي، بعدما كان الحزب يعتبر في السابق “حالة اشتباه” وكشف عنه اليوم الجمعة 9 مايو 2025 وهو ما شكّل خطوة تصعيدية من قبل الاستخبارات الداخلية الألمانية.

وذكر المستشار الألماني الجديدة فريدريش ميرتس، المنتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أن التقرير سيخضع لتقييم دقيق، بينما أعلن حزب “البديل” تقديم دعوى قضائية للطعن في التصنيف الجديد.

هيئة حماية الدستور: تصريحات قادة الحزب تتعارض مع الديمقراطية

يركّز الجزء المسرّب من التقرير على خطابات وتصريحات تعود إلى قادة الحزب وكوادره، وتُبرز محتوى يوصف بأنه يتنافى مع مبادئ النظام الديمقراطي.

وقامت هيئة حماية الدستور بتصنيف هذه التصريحات ضمن أربع فئات رئيسية، تشمل التمييز على أساس الأصل العرقي، والتعبير عن كراهية الأجانب، والعداء الصريح للإسلام، ومعاداة القيم الديمقراطية.

ويحمل الجزء المسرّب من التقرير عنوانا لافتا هو “تصريحات ذات أهمية خاصة من قيادة حزب البديل من أجل ألمانيا أو لجنته التنفيذية الاتحادية”، ويعرض تحليلا لتصريحات أدلى بها أعضاء القيادة في مناسبات متعددة.

فايدل: “الإسلام خطر على الديمقراطية”

أشارت الوثيقة إلى تصريحات صادرة عن أليس فايدل، زعيمة الحزب، خلال مقابلة أجرتها في نهاية عام 2023 على منصة يوتيوب، حيث تحدثت عن المسلمين في ألمانيا بلهجة تعميمية وسلبية، معتبرة أن استقبال مهاجرين من ثقافات غريبة قد تسبب في خلق أزمة مجتمعية وسياسية خطيرة، تتعارض مع النظام الديمقراطي الحر في البلاد.

وفي خطاب انتخابي ألقته في إطار الحملة الانتخابية لبرلمان ولاية براندنبورغ في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، شددت فايدل على ما وصفته بـ”الجهاد العدائي” ضد غير المسلمين، وذهبت إلى اعتبار ظواهر مثل الطعنات والاغتصابات نتيجة مباشرة لهجرة المسلمين، مشيرة إلى أن هذه الأفعال “لم تكن موجودة من قبل في ألمانيا”، ومؤكدة أن ما يحدث في الشوارع الألمانية هو “حرب دينية تُشن على الشعب الألماني”.

خطابات وتحريضات أخرى من كروبالا وكراه وغناوك

ورد في التقرير أن الرئيس المشترك للحزب، تينو كروبالا، أدلى بتصريحات خلال مظاهرة نُظمت في مدينة نورنبرغ في أبريل/نيسان 2023، اتهم فيها سياسيين بارزين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ومن ضمنهم فريدريش ميرتس ونوربرت روتغن، ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، بأنهم “أتباع للولايات المتحدة”، في محاولة للتشكيك في استقلالية القرار السياسي الألماني.

أما النائب الأوروبي عن الحزب، ماكسيميليان كراه، فقد علّق على مداخلة للسياسية كاترين غورينغ-إكارت من حزب الخضر حول سياسات الهجرة، وقال عبر منصة “إكس” إن ما تطرحه يعكس “مخططا لتغيير عرقي”، في إشارة واضحة إلى نظرية “الاستبدال السكاني”.

وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى خطاب ألقاه النائب هانس غناوك، الذي سبق أن ترأس منظمة “الشباب البديل”، خلال فعالية انتخابية في أغسطس/آب 2023.

وقال غناوك إن على الألمان أن يحددوا بأنفسهم من ينتمي لهذا الشعب ومن لا ينتمي، وأضاف أن المشاركين في المناسبة يشاركونه قواسم أكثر من أي سوري أو أفغاني، معتبرا ذلك “قانونا طبيعيا”، وأشار في خطاب لاحق إلى مفهوم “استبدال السكان الأصليين”.

ولم تغفل الوثيقة المسربة تحليل الخطاب الذي يعتمده حزب “البديل” على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رصدت استخدام مصطلحات مثيرة للجدل مثل “هجرة السكاكين”، التي تربط بين المهاجرين والجريمة، و”الاغتراب”، و”ترحيل المهاجرين”، وهو ما يعكس نمطا متكررا من التحريض اللفظي ذي الطابع العنصري والإقصائي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى