تقاريرمجتمع وطفولة
أخر الأخبار

حوادث معاداة السامية في ألمانيا وأوروبا ترتفع بعد هجوم حماس في أكتوبر

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

في الوقت الذي تحتفل فيه أوروبا بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، كشف تقرير عن ارتفاع كبير في حالات معاداة السامية في ألمانيا.

التقرير الذي نشرته أمس الخميس رابطة مكافحة التشهير (ADL) والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، أكد أن “حوادث معاداة السامية العنيفة ارتفعت بشكل ملحوظ في الدول السبع التي تضم أكبر الجاليات اليهودية خارج إسرائيل”.

الدول السبع، المعروفة أيضا باسم J7، تشمل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة وأستراليا والأرجنتين.

التقرير تزامن مع الذكرى السنوية لإنهاء الحرب العالمية الثانية، والتي كانت قد شهدت مذبحة اليهود في أوقات مختلفة.

ومنذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حذر فريق عمل J7 من الهجمات المتزايدة ضد الجاليات اليهودية.

وذكر التقرير أن الهجمات على المدارس اليهودية، والمعابد، والشركات، وكذلك الأفراد، قد ازدادت بشكل كبير، بل تضاعفت في بعض الأحيان مقارنة بالعام السابق.

في ألمانيا، ارتفعت وتيرة الحوادث المعادية للسامية بنسبة 75% بين عامي 2021 و2023، بينما كانت النسب في فرنسا والمملكة المتحدة 185% و82% على التوالي.

التطرف السياسي يغذي العنف

يشير التقرير إلى أن معاداة السامية تستمر في الارتفاع في ألمانيا في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحادة.

ويقول التقرير إن العنف الموجه ضد الجاليات اليهودية في البلاد يغذيه خطاب حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي وأحداث معاداة السامية التي نفذها “بعض المسلمين وكذلك من قبل الأوساط التي تدعو للحرية لفلسطين”، بحسب زعم التقرير.

بحسب التقرير، تمثل شعبية حزب “البديل” تهديدا كبيرا، نظرا لصلاته الوثيقة بالدوائر اليمينية المتطرفة التي تشجع على معاداة السامية.

الدور المجتمعي في مكافحة معاداة السامية

تؤكد مارينا روزنبرغ، الرئيسة الدولية لرابطة الدفاع عن الديمقراطية، أن العديد من اليهود حول العالم يتجنبون إظهار رموزهم اليهودية خوفا من التعرض للمضايقات، بل إن بعضهم يغير أسماءهم أو يخفي الرموز مثل “نجمة داوود” لحماية أنفسهم.

وأضافت أن معاداة السامية أصبحت مشكلة مجتمعية شاملة، لا تقتصر على التيارات السياسية أو الدينية المتطرفة، بل تشمل مختلف الأطياف السياسية.

وفيما يخص الاحتجاجات التي جرت في الجامعات الأوروبية في العام الماضي والتي كانت داعمة للقضية الفلسطينية، ذكرت روزنبرغ أن بعض الحالات شهدت أعمال عنف، ومنها حادثة في ألمانيا تعرض فيها الطلاب لتهديدات بالترحيل بعد اعتصام في إحدى الجامعات.

وفي هذا السياق، دعت روزنبرغ إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل المجتمع المدني والجامعات لمكافحة معاداة السامية.

“معاداة السامية تهدد الديمقراطية”

روزنبرغ أضافت أن “معاداة السامية ليست مجرد تهديد لليهود، بل تهديد للمجتمع ككل. إنها تتعارض مع القيم الديمقراطية التي نؤمن بها في مجتمعاتنا الليبرالية”.

أكدت على أن معاداة السامية تعد بمثابة “طائر الكناري في منجم الفحم”، مما يعني أن ما يبدأ باليهود قد يتطور ليطال مجتمعات أخرى.

وفقا لإحصاءات الشرطة الألمانية، تم تسجيل 3,200 جريمة معادية للسامية في الفترة من 1 يناير/كانون الثاني 2024 إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وهو انخفاض عن العام السابق، ولكن مع ذلك أفادت الدراسة بأن مكتب الإبلاغ عن معاداة السامية (RIAS) سجل ما يقرب من 3,000 حادث معادٍ للسامية في عام 2023.

كما سجل المكتب 1,383 حادثة معادية للسامية في النصف الأول من عام 2024، وهو رقم قياسي.

في هذا السياق، أكدت روزنبرغ على أن السكوت أو التغاضي عن معاداة السامية يمكن أن يؤدي إلى تهديد المجتمعات بأكملها، مؤكدة أن هذه الظاهرة تتطلب اهتماما جماعيا وتعاونا دوليا لمكافحتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى