هولندا: بلدية غرونينغن تطلب تدخلا حكوميا بعد اشتباكات متكررة بين شبان سوريين

أخبار العرب في أوروبا-هولندا

طلبت بلدية غرونينغن، الواقعة شمالي هولندا، تدخلا مباشرا من الحكومة المركزية في لاهاي (دينهاخ)، بعد تصاعد الاشتباكات المتكررة بين مجموعات من الشبان السوريين في وسط المدينة، ما أثار قلقا واسعا لدى السلطات المحلية والسكان.

يأتي هذا التحرك في أعقاب سلسلة من الحوادث العنيفة التي شهدها مركز المدينة خلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل الماضيين، حيث تورطت فيها مجموعات من الشبان السوريين المنحدرين من خلفيات ومناطق مختلفة في هولندا.

وبحسب ما نقلته شبكة “NOS” الإخبارية الهولندية، فإن ما بين عشرين إلى ثلاثين شابا سورياً دخلوا في صراعات داخلية، انتهت بعدة مواجهات عنيفة في شوارع المدينة، كان أبرزها في ساحة السوق الكبرىوشارع “هيرسترات” ، أحد أكثر المناطق حيوية في مدينة غرونينغن.

وشهدت بعض هذه الحوادث تدخل الشرطة الهولندية باستخدام الأسلحة المسحوبة والسترات الواقية، في مؤشر على خطورة الموقف وتهديده للأمن العام.

ورغم عدم وضوح الخلفية الدقيقة لهذه النزاعات، اتخذت بلدية غرونينغن عدة إجراءات لاحتواء التصعيد، من بينها فرض عشرة قرارات بمنع دخول مناطق محددة على عدد من الشبان الذين ثبت تورطهم في أكثر من حادث.

وقالت متحدثة باسم البلدية إن هذه الإجراءات بدأت تؤتي ثمارها، مشيرة إلى انخفاض ملحوظ في حدة التوتر منذ شهر أبريل/نيسان، وأضافت: “نحن نراقب الوضع عن كثب ونلاحظ تحسنا واضحا”.

ورغم ذلك، أكدت البلدية أن الاستجابة الفعالة لهذه الظاهرة تتطلب دعما حكوميا عاجلا، مشيرة إلى أن التعاون بين البلديات في هذا المجال لا يزال محدوداً بسبب القيود المفروضة بموجب اللائحة العامة لحماية البيانات.

ودعت بلدية غرونينغن إلى تقديم برامج توجيه ومرافقة نفسية واجتماعية تستهدف فئة الشبان السوريين، من خلال دعم الوكالة المركزية لاستقبال اللاجئين “COA” وهيئة حماية الشباب “Nidos”، لتمكينهما من أداء دور فاعل في إعادة دمج هؤلاء الشبان في المجتمع، ومنحهم “الهدوء والمساحة والاستقرار” اللازمين.

وفي ختام التصريحات، ناشدت البلدية الحكومة الهولندية بضرورة دراسة الوضع عن كثب واتخاذ خطوات ملموسة لمعالجته على المستوى الوطني، معتبرة أن المسألة تتطلب “تدخلا مركزيا يأخذ بعين الاعتبار خصوصية هؤلاء الشبان والظروف الصعبة التي جاؤوا منها إلى هولندا”.