استنكار واسع في ألمانيا بعد اقتياد طفلة سورية من مدرستها لترحيلها مع أسرتها

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
أثار اقتياد طفلة سورية تبلغ من العمر 10 سنوات من مدرستها الابتدائية في مدينة ناومبورغ بولاية ساكسونيا-أنهالت شرقي ألمانيا لترحيلها من البلاد، جدلا واسعا واستنكارا شديدا على المستويين السياسي والحقوقي.
وانتقد العديد من السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان الطريقة التي نفذت بها السلطات هذه العملية داخل الحرم المدرسي، معتبرين أن هذا التصرف غير إنساني ويتعارض مع حقوق الطفل.
في التفاصيل، اقتحمت قوات الشرطة وموظفو هيئة شؤون الأجانب الأسبوع الماضي حوالي الساعة الثامنة صباحا، صف الطفلة في المدرسة أثناء حصة التربية الرياضية، وقاموا بسحبها بالقوة أمام زملائها.
وأكدت تقارير محلية أن الطفلة قاومت وأخذت تتشبث بمعلمتها وهي تصرخ وتتوسل، ما أثار صدمة الطلاب والمعلمين على حد سواء، فيما تم اقتيادها وهي تبكي وسط احتجاجات عالية خارج المدرسة.
بررت السلطات في الولاية هذا الإجراء بأنه جاء بناءً على أمر رسمي بترحيل الأسرة إلى بلغاريا، وذلك بموجب اتفاقية دبلن التي تُلزم الدولة الأولى التي يصل إليها اللاجئ بمعالجة طلبه.
وأشارت هيئة التعليم في الولاية إلى أنها ستوفر دعما نفسيا للطفلة، مؤكدين أن هذه الحالات نادرة الحدوث، إذ لم تسجل سوى حالتين من هذا النوع خلال العقد الماضي.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، أوضح متحدث باسم هيئة التعليم أن السلطات تلجأ إلى اقتياد الأطفال من المدارس فقط إذا تعذر الوصول إليهم بأي وسيلة أخرى، مؤكدا أن التعليمات توجب على قوات الأمن تقليل تأثير هذه العمليات على باقي الطلاب ومنع تعرضهم لأي صدمة نفسية.
على الجانب السياسي، أكد رئيس مجلس المنطقة كريس شولنبرغ، المنتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أن السلطات مضطرة لتطبيق القانون في حال عدم تعاون الأسرة، مبررا اللجوء إلى استخدام القوة إذا اقتضت الحاجة.
لكنه ألقى اللوم بشكل رئيسي على والدي الطفلة، مشيرا إلى أنهم كان بإمكانهم تفادي هذه الحالة إذا غادروا البلاد طواعية.
في المقابل، طالبت المعارضة في البرلمان المحلي بوقف مثل هذه العمليات فورا، حيث دعا هيندريك لانغه من حزب اليسار وزيرة الداخلية في الولاية إلى إصدار تعليمات واضحة تمنع ترحيل الأطفال من المدارس.
بينما أعربت سوزان سيبورا-زايدلتس من حزب الخضر عن غضبها الشديد إزاء الحادثة ووصفت اقتياد الأطفال من صالات الألعاب في المدارس بأنه “تصرف غير إنساني”، مطالبة بوقف ترحيل الأطفال من المدارس ورياض الأطفال بشكل نهائي.
الحادثة أثارت نقاشا حادا في ألمانيا حول سياسة ترحيل اللاجئين وكيفية التعامل مع الأطفال في هذه الإجراءات، خاصة في ظل القوانين الدولية التي تحمي حقوق الطفل وتهدف إلى تقليل الأثر النفسي على القاصرين.