تقارير
أخر الأخبار

برلين تسعى لإعادة آلاف اللاجئين إلى اليونان.. وأثينا ترفض وتطالب بدعم أوروبي موسع

أخبار العرب في أوروبا- متابعات

رغم التقارب في وجهات النظر بشأن الإصلاحات الاقتصادية بين ألمانيا واليونان، يبرز خلاف حاد بين البلدين بشأن ملف الهجرة، لا سيما في ما يتعلق بإعادة طالبي اللجوء من ألمانيا إلى اليونان، وهو ما ترفضه أثينا بشدة، مطالبة بالمزيد من دعم الاتحاد الأوروبي بدلا من استقبال المزيد من اللاجئين.

تكريم اقتصادي وخلاف سياسي

زار رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس برلين في 13 أيار/مايو الجاري، حيث مُنح “ميدالية لودفيغ إيرهارد الذهبية التذكارية” تقديرا لنجاح حكومته في تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 2.3% عام 2024 وخفض البطالة إلى 9.5%.

وقد أشاد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بـ”شجاعة الحكومة اليونانية في الإصلاح”، خصوصا قرارها بإعادة العمل بنظام الأسبوع ذي الستة أيام.

لكن هذه الأجواء الإيجابية لم تمنع بروز التوتر في ملف الهجرة، وهو ما طغى على بقية الملفات خلال اللقاء بين الزعيمين، إذ تسعى الحكومة الألمانية إلى إعادة آلاف اللاجئين المسجلين سابقا في اليونان، بينما تتمسك أثينا برفضها استقبالهم مجددا.

تضارب في المصالح: ألمانيا تطالب واليونان ترفض

في حين أن اليونان تعد بوابة الاتحاد الأوروبي الجنوبية وتستقبل غالبية اللاجئين، يواصل كثير من طالبي اللجوء المسجلين على أراضيها التوجه نحو دول مثل ألمانيا وفرنسا.

وترغب حكومة ميرتس في استعادة هؤلاء إلى الدولة الأوروبية التي سجلوا فيها أولا وفقا لاتفاقية “شنغن”

وبحسب حكم صادر عن المحكمة الإدارية الاتحادية في لايبزغ منتصف نيسان/أبريل الماضي، فقد أكد عدم وجود أية صعوبات شديدة تُهدِّد المهاجرين في اليونان.

والمعيار الذي استندت إليه المحكمة هو إن كان يتوفر للمهاجرين في اليونان “خبز وسرير وصابون”، كما قال رئيس القضاة روبرت كيلر.

لكن وزير الهجرة اليوناني، ماكيس فوريديس، رد قائلا إن مكتبه لم يتلقَّ أي طلب رسمي بعد، مضيفا: “موقفنا لن يكون لطيفا جدا تجاه هذا الطلب”.

وأظهرت البيانات أن ألمانيا أعادت فقط 219 طالب لجوء إلى اليونان في 2024، في مقابل أكثر من 56 ألف مهاجر غير نظامي دخلوا الأراضي اليونانية خلال العام نفسه.

تراجع في التدفقات.. ولكن الخلاف مستمر

منذ بداية عام 2025، سجلت السلطات اليونانية تراجعا بنسبة 30% في عدد الوافدين مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ما اعتُبر نجاحا نتيجة لتحسين التنسيق مع تركيا.

وفي الوقت ذاته، ارتفعت نسبة الوافدين من ليبيا بنسبة 174%، وهو ما دفع فوريديس إلى اقتراح عقد اتفاق مشابه لذلك الموقع بين إيطاليا وليبيا عام 2017.

لكن تعقيدات الوضع في شرق ليبيا وغياب شريك موثوق حال دون تحقيق هذا الطموح في الوقت الراهن.

كارثة “أدريانا” تلاحق خفر السواحل قضائيا

وفي تطور لافت، فتح القضاء اليوناني تحقيقا ضد 17 موظفا في خفر السواحل على خلفية كارثة غرق سفينة “أدريانا” التي انطلقت من طبرق في ليبيا وغرقت قرب مدينة بيلوس في منتصف يونيو 2023، مما أدى إلى وفاة ما يقارب 600 مهاجر.

وتشمل الاتهامات الموجهة لقادة وضباط خفر السواحل “التسبب في غرق السفينة والتدخل الخطير في حركة الملاحة البحرية، وتعريض حياة المهاجرين للخطر”، في سابقة قضائية تعد الأولى من نوعها في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى