
أخبار العرب في أوروبا-السويد
توصل باحثون في جامعة أوميو السويدية إلى اكتشاف مهم يُحتمل أن يُحدث نقلة نوعية في علاج سرطان البنكرياس، أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية وصعوبة في العلاج، وفق ما نقل التلفزيون السويدي SVT.
ووفقا للتقرير فإن الاكتشاف يمكن في تحديد نوع جديد من الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان، وهي خلايا نسيج ضام تحيط عادةً بالورم.
وعلى عكس الأنواع المعروفة سابقا التي تساعد الورم على النمو ومقاومة العلاجات، تُظهر هذه الخلايا المكتشفة حديثا سلوكا مغايرا، قد يُسهم في محاربة السرطان.
وقال الأستاذ المشارك ومدير الدراسة دانيال أولوند في تصريحه للتلفزيون السويدي:”يمكن أن يساعد هذا العلاج المريض على النجاة من مرضه. هذه الخلايا تغيّر الجهاز المناعي ليتمكن من مهاجمة الخلايا السرطانية بسهولة أكبر، كما تمنع الخلايا السرطانية من الانتشار إلى أماكن جديدة في الجسم”.
وبحسب إحصاءات الجمعية السويدية للسرطان (PALEMA)، يُصاب نحو 2100 شخص في السويد سنويا بسرطان البنكرياس، ويفارق نصفهم الحياة خلال ستة أشهر فقط من التشخيص.
ويعدّ سرطان البنكرياس من أخطر أنواع السرطان على مستوى العالم، حيث يُعرف بلقب “القاتل الصامت” بسبب صعوبة اكتشافه في مراحله المبكرة وسرعة انتشاره في الجسم، ما يحدّ من فرص علاجه.
وبحسب بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC)، يُسجَّل سنويا أكثر من 495 ألف إصابة جديدة بسرطان البنكرياس حول العالم، في حين تتسبب مضاعفاته في وفاة نحو 480 ألف شخص سنويا، مما يجعله من بين أكثر أنواع السرطان فتكا.
وتكمن خطورة المرض في أن أعراضه لا تظهر إلا في مراحل متقدمة، ما يصعّب من عملية التشخيص المبكر.
كما يُظهر الورم مقاومة كبيرة للعلاجات التقليدية، بما فيها الجراحة والعلاج الكيميائي، وهو ما يفسّر تدني معدل النجاة، إذ لا تتجاوز نسبة البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص 10%.
ويُصنف سرطان البنكرياس في المرتبة السابعة عالميا من حيث الوفيات الناجمة عن السرطان، فيما يرتفع ترتيبه إلى الرابع في بعض الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وألمانيا.
ويحذر الأطباء من أن عوامل مثل التدخين، والسمنة، والتاريخ العائلي، قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
ويأمل الباحثون أن يؤدي الاكتشاف السويدي الجديد إلى ابتكار أساليب علاجية جديدة تعزز من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الورم، وبالتالي رفع معدلات النجاة وتحسين جودة حياة المرضى في المستقبل.