
أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
تستعد الجالية المسلمة في فرنسا لاستقبال واحدة من أعظم المناسبات الدينية في الإسلام، وهي عيد الأضحى المبارك، الذي يصادف أول أيامه يوم غدٍ الجمعة.
وتتأهب العائلات المسلمة في فرنسا للعشر الأوائل من هذا الشهر الفضيل، وهي أيام مباركة يحرص كثيرون على صيامها واغتنام فضلها، خاصة مع اقتراب يوم عرفة، اليوم الأهم في موسم الحج.
إجازة العيد بين التقاليد الدينية والواقع الفرنسي
رغم أن عيد الأضحى لا يُصنّف كعطلة رسمية على مستوى الدولة في فرنسا، إلا أن المسلمين في مختلف أنحاء البلاد يسعون لأخذ إجازات من العمل أو الدراسة في هذا اليوم، سواء للاحتفال بالمناسبة الدينية أو لأداء شعائرها من صلاة وأضحية.
وفي فرنسا، تلجأ معظم المساجد والمراكز الإسلامية إلى اتباع قرارات الرؤية الصادرة من السعودية أو المغرب أو الجزائر لتحديد بداية الشهر ويوم العيد، لضمان توحيد الصفوف بين أفراد الجالية المسلمة.
ووفقا لتقارير إعلامية، من بينها تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية، فإن هذا التوجه يعكس حرص المسلمين على وحدة الكلمة والممارسة الدينية رغم بُعد المسافة الجغرافية.
عيد الأضحى.. مناسبة لتعزيز التفاهم والتعايش
يُعد عيد الأضحى في فرنسا فرصة كبيرة لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية بين أبناء الجالية المسلمة، كما يشكل مناسبة لإبراز الهوية الثقافية والدينية داخل نسيج المجتمع الفرنسي المتعدد الثقافات.
وتحرص العديد من الأسر والمراكز الإسلامية على تنظيم فعاليات خاصة بالعيد، تشمل الاحتفالات، المعارض، والأنشطة للأطفال، بما يعكس قيم التضامن والانفتاح والتسامح.
وتبدأ مظاهر التحضير للعيد مبكرا، حيث يقبل المسلمون على شراء الأضاحي من أغنام وماعز وأبقار ويتم ذبحها وفقا للشريعة الإسلامية، ثم تُوزع اللحوم على الفقراء والجيران والأصدقاء، ما يجسد معاني التكافل والتعاون بين أبناء المجتمع.
صلاة العيد.. مظاهر الفرح والانتماء
في صباح يوم العيد، يحتشد المسلمون في المساجد والساحات العامة والمصليات المفتوحة لأداء صلاة العيد في أجواء إيمانية مميزة يملؤها التكبير والدعاء.
وبعد الصلاة، يعمّ الفرح والتهاني، وتُقام الموائد العائلية الغنية بالأطباق التقليدية من مختلف الثقافات الإسلامية، مثل الكسكس، الكبسة، الملوخية، أو البرياني، بحسب أصول الجالية.
ووفقا لتقارير إعلامية وبيانات صادرة عن منظمات إسلامية في فرنسا، فإن الجالية المسلمة ترى في عيد الأضحى مناسبة لتعزيز التفاهم والاندماج الإيجابي داخل المجتمع الفرنسي، عبر نشر قيم التعاون والرحمة والمواطنة الصالحة.
وتعد الجالية المسلمة في فرنسا الأكبر في أوروبا الغربية بعدد يتجاوز الـ 6 ملايين نسمة، حيث يشكل المسلمون قرابة 9% من سكان البلاد الذي يبلغ 67 مليون نسمة، وتعد الديانة الإسلامية الثانية بالبلاد.