تقارير
أخر الأخبار

عيد الأضحى بين برلين ودمشق.. طقوس مستمرة وهوية لا تغيب رغم الغربة

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

يستقبل السوريون في ألمانيا عيد الأضحى وسط مشاعر متداخلة من الفرح والأمل، يقابلها حنين عميق إلى الوطن وتقاليده المتجذّرة.

وبينما يحتفل بعضهم بفرحة سقوط نظام بشار الأسد والعودة المؤقتة إلى سوريا، يحرص آخرون على إحياء الطقوس الدينية والاجتماعية التي تشكل جوهر العيد، رغم بعد المسافة واختلاف المكان.

تقول سماح، وهي طالبة سورية في الجامعة التقنية في برلين، لقضاء العيد مع عائلتها في دمشق بعد غياب طويل.

وأكدت أن حصولها على الجنسية الألمانية لم يغيّر ارتباطها العاطفي بوطنها، مشيرة إلى أن هذا العيد “له طعم مختلف”، لأنه يرمز إلى الانتماء والروابط العائلية العميقة.

ارتفاع الطلب على المنتجات السورية في برلين

تشهد أسواق الحلويات السورية في برلين، وخاصة في “شارع العرب” بمنطقة نويكولن، نشاطا غير مسبوق خلال أيام العيد.

ويقول أبو عبدو، صاحب أحد المحال، إن المبيعات لهذا العام كانت الأعلى منذ سنوات، مشيرا إلى أن السوريين يسعون إلى مشاركة فرحتهم مع محيطهم، بما في ذلك الجيران من مختلف الجنسيات.

الحفاظ على الطقوس الدينية والاجتماعية

رغم التباعد الجغرافي، يحرص السوريون المقيمون في ألمانيا على أداء شعائر العيد، بما في ذلك صلاة العيد وذبح الأضاحي.

يقول أحمد، شاب سوري يعيش في برلين، إنه وأصدقاءه يؤدون صلاة العيد في مسجد السلام وسط العاصمة، ثم يتوجهون إلى الحدائق العامة لتوزيع لحوم الأضاحي وإقامة لقاءات عائلية واجتماعية.

لارا، طالبة سورية في الصف الخامس، حصلت على إجازة مدرسية في يوم العيد رغم كونه يوم دراسة رسمي، ما يعكس احترام النظام التعليمي الألماني للتنوع الديني.

تؤكد والدتها أن هذا التقدير يساعد العائلات السورية على الحفاظ على تقاليدها وهويتها الثقافية في بيئة متعددة الجنسيات.

برلين.. مركز للفعاليات الدينية والاحتفالات

تُقام صلاة عيد الأضحى في عشرات المصليات والمساجد في برلين، وتبدأ منذ ساعات الفجر الأولى.

وتشير التقديرات إلى أن عدد أماكن إقامة الصلاة يتجاوز خمسين مصلى، ما يعكس الحجم الكبير للجالية الإسلامية، وخصوصا السورية، في المدينة.

وتشهد بعض الأحياء، مثل نويكولن وكرويتسبيرغ، مظاهر احتفالية وروحانية خاصة خلال هذه المناسبة.

استعادة مشاهد العيد في الذاكرة

يحاول السوريون في المهجر إعادة خلق أجواء العيد كما عرفوها في وطنهم، من خلال شراء الملابس الجديدة، إعداد الحلويات، وتنظيم لقاءات عائلية.

وتبقى تكبيرات العيد وصور الأسواق الشعبية والمذابح التقليدية حاضرة في الذاكرة، رغم اختلاف المكان.

منذ وصول أولى موجات اللاجئين السوريين إلى ألمانيا عام 2014، بات السوريون يشكلون إحدى أكثر الجاليات تأثيرا وحضورا.

وتشير بيانات الحكومة الألمانية إلى أن عدد السوريين المسجلين في البلاد تجاوز 900 ألف شخص، معظمهم في سن العمل والدراسة، مع نسب اندماج مرتفعة مقارنة بجاليات أخرى.

وفي مجالات التعليم والعمل، حقق السوريون نجاحات لافتة، خاصة في قطاعات الهندسة، الصحة، تكنولوجيا المعلومات، والتعليم التقني.

وتبرز الجالية السورية اليوم كنموذج للاندماج المتوازن، الذي يجمع بين الحفاظ على الهوية الثقافية والمساهمة الفاعلة في المجتمع المضيف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى