بعد إنقاذه المارة من هجوم بسكين.. شاب سوري في ألمانيا يواجه تشكيكا وهجمات على الإنترنت

أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
تعرض الشاب السوري محمد المحمد، البالغ من العمر 19 عاما، إلى حملة واسعة من الكراهية والهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي في ألمانيا، على الرغم من شجاعته وتدخله البطولي لوقف هجوم طعن في محطة القطار المركزية بمدينة هامبورغ شمالي ألمانيا الشهر الماضي.
ففي 23 مايو/أيار الماضي، قامت امرأة ألمانية تبلغ من العمر 39 عاما بشن هجوم عشوائي بسكين على المارة داخل محطة القطارات، مما أسفر عن إصابة 18 شخصا تتراوح أعمارهم بين 19 و85 عاما.
وكان محمد المحمد من بين الحاضرين الذين تدخلوا بشجاعة وأوقفوا المعتدية، مما ساهم في منع وقوع المزيد من الإصابات وأدى إلى احتفالات وتقدير إعلامي واسع له، حيث أُطلق عليه لقب “بطل هامبورغ” في الإعلام الألماني.
لكن، وعلى الرغم من هذا التقدير، لم يجد محمد الدعم الكامل من الجميع، إذ تعرض لهجمات إلكترونية وحملات تشكيك كبيرة، حيث شكك البعض في وجوده أصلا في موقع الحادث، واعتبروا ما قام به “اختراعا إعلاميا”.
هذا الأمر تسبب له في ألم نفسي شديد، لكنه أكد في حديث صحافي أنه يحاول ألا يسمح لتلك الهجمات أن تؤثر عليه.
وأوضح محمد أنه تلقى أيضا دعما وتشجيعا من السوريين والمهاجرين في ألمانيا، لكنه تعرض في الوقت نفسه لشتائم وهجمات عدائية من بعض الألمان الذين وصفوه بالكاذب دون مبرر.
رغم كل ذلك، أكد محمد أنه سيكرر تصرفه نفسه لو تكرر موقف مماثل، مشددا على أن إنسانيته لا تسمح له بالوقوف مكتوف الأيدي أمام الاعتداءات على الآخرين.
ويعيش محمد ظروفا صعبة في ألمانيا، إذ جاء إلى البلاد بمفرده عام 2022 وهو لا يزال مراهقا، ويعاني من غياب وضع إقامة قانوني، كما أنه لا يدرس حاليا بسبب عدم تمكن السلطات من توفير مكان له في المدارس.
كما أنه يواجه صعوبات في السكن والحياة اليومية، لكنه لا يزال محافظا على إرادته في مواجهة التحديات.
وفي بيان رسمي صدر عن الشرطة الألمانية، أكد أن الهجوم تم إيقافه بفضل تدخل شجاع من قبل اثنين من المارة، مشيرا إلى أن الشابين هما سوري وشيشاني.
كذلك، سبق أن أفادت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية ذائعة الصيت بأن الشاب السوري “المحمد” كان يقف على رصيف المحطة ينتظر القطار للعودة إلى مسكنه الجماعي في مدينة بوخولتس بولاية ساكسونيا السفلى، حيث لاحظ وجود المرأة التي تحمل السكين.
حينها نقلت الصحيفة عن الشاب السوري قوله:“رأيت الكثير من الناس يركضون فجأة، فقررت الركض في الاتجاه المعاكس لإيقاف المرأة”.
وعندما اندفع محمد نحو المهاجمة، قام رجل آخر من أصول شيشانية بركلها في ركبتها ما أسقطها على الأرض، ثم قام محمد بتثبيت يديها على حقيبتها لمنعها من الحركة، وهو ما ساعد على السيطرة عليها.
ولدى وصول دوريات الشرطة المختلفة إلى الموقع، انحنى محمد بعيدا ورفع يديه، فتمكنت الشرطة من اعتقال المرأة دون مقاومة.
وبعد القبض على المرأة، قامت الشرطة باستجواب محمد في قطار سريع في المحطة، ثم طلبوا منه مرافقتهم إلى مركز الشرطة، حيث عبر الضباط عن شكرهم لموقفه البطولي، وقدموا له كوبا من الكابتشينو تعبيرا عن امتنانهم، بحسب الصحيفة الألمانية.