
أخبار العرب في أوروبا-هولندا
في تصعيد غير مسبوق للجدل حول سياسة اللجوء في هولندا، قام مواطنون بتنظيم عمليات تفتيش ذاتية للسيارات على الحدود الألمانية بحثا عن مهاجرين، مما أثار ردود فعل قوية من الحكومة التي وصفت هذه الأفعال بأنها غير قانونية.
وأفادت تقارير محلية أمس الأثنين نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، أن أشخاصا يرتدون سترات عاكسة للضوء ويحملون مصابيح يدوية، أوقفوا السيارات مساء السبت على طريق سريع يمتد من هارين بولاية ساكسونيا السفلى بألمانيا باتجاه مركز الاستقبال الرئيسي للاجئين في تير آبل بهولندا.
وقد أجرى هؤلاء الأفراد عمليات تفتيش للمركبات، معبرين عن استيائهم من ضعف الرقابة الشرطية على طالبي اللجوء الذين يعبرون الحدود الهولندية.
ونقلت صحيفة هولندية عن أحدهم قوله: “لا يحدث أي شيء. لذا سنفعل ذلك بأنفسنا”.
تأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من انهيار الحكومة الهولندية الثلاثاء الماضي، بسبب خلافات عميقة حول تبني سياسات لجوء أكثر صرامة.
تحذيرات حكومية ودعم سياسي يميني
دعا وزير الهجرة بالوكالة، ديفيد فان ويل، المواطنين الهولنديين إلى عدم تطبيق القانون بأيديهم.
وصرح فان ويل بأن “الإحباط مفهوم، لكن لا تطبقوا القانون بأيديكم. دعوا الشرطة وحرس الحدود يقومون بعملهم. واحترموا القانون”، مؤكدا على ضرورة “تقليل تدفق طالبي اللجوء” ودعم “قوانين لجوء أكثر تشددا وتحسين مراقبة الحدود”.
في المقابل، أشاد السياسي اليميني الشعبوي خيرت فيلدرز بما قام به هؤلاء المواطنون، واصفا إياه بـ “مبادرة رائعة”.
وقال فيلدرز: “يجب أن يحدث هذا في جميع أنحاء الحدود. وإذا لم يقم رئيس الوزراء بنشر الجيش على الفور لإجراء عمليات التفتيش على الحدود، علينا أن نقوم بذلك بأنفسنا”، مبديا استعداده للمشاركة في مثل هذه العمليات المدنية مستقبلا
وكان فيلدرز قد أعلن الثلاثاء الماضي انسحاب حزبه، وهو الأكبر ضمن الائتلاف الحاكم المكون من أربعة أحزاب في هولندا، مما أدى إلى انهيار الحكومة. برر فيلدرز قراره بأن شركاءه في الائتلاف لم يكونوا مستعدين لتلبية مطالبه المتعلقة بتبني موقف أكثر تشدداً تجاه سياسة اللجوء.
رد فعل الشرطة والبلدية
من جانبها، أكدت الشرطة الهولندية وبلدية وسترولد الحدودية أن قيام المواطنين بإيقاف السيارات يعتبر أمرا غير قانوني، نظرا لأن هذه المهمة مخصصة حصريا للشرطة.
وذكرت الشرطة والبلدية في بيان مشترك، نقلته وسائل إعلام محلية، أن “تتسبب مثل هذه الإجراءات في مواقف خطيرة للغاية على الطريق وعلى امتداده”، وأنها “غير مقبولة على الإطلاق”.