أخبار العرب في أوروبا-إسبانيا
أكد وزير الاقتصاد الإسباني، كارلوس كويربو، أن إسبانيا قد تستقبل هذا العام رقما قياسيا في عدد السائحين قد يصل إلى 100 مليون زائر، وفقا لبعض التقديرات، مما يضع الحكومة أمام تحديات متزايدة على مستوى التعايش الاجتماعي والخدمات العامة لم يعد بالإمكان تجاهلها.
في العام الماضي، سجلت إسبانيا وصول 94 مليون زائر دولي، وهو رقم غير مسبوق يجعلها من بين أكثر الدول جذبا للسياح على مستوى العالم.
وأوضح كويربو في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس يوم أمس الثلاثاء أن هذا النجاح السياحي الكبير يفرض ضرورة التعامل مع التحديات التي تصاحب هذا التدفق الكبير من الزوار، بما يحافظ على مصلحة السكان المحليين وجودة حياتهم.
وتشكل السياحة ركيزة أساسية في اقتصاد إسبانيا الواقعة في جنوب أوروبا، والتي شهدت نموا اقتصاديا ملحوظا بنسبة 3.2% خلال العام الماضي، متجاوزة بذلك معظم الاقتصادات المتقدمة الكبرى.
ويتوقع البنك المركزي الإسباني أن يسجل الاقتصاد الإسباني نموا إضافيا بنسبة 2.4% في عام 2025، مقارنةً بمتوسط نمو متواضع لمنطقة اليورو لا يتجاوز 0.9%.
غير أن هذا النجاح السياحي يقابله تدهور واضح في قطاع الإسكان، حيث ازدادت أسعار الشراء والإيجار بشكل كبير في المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة، مما أثار غضب السكان المحليين.
ويعود جزء كبير من الأزمة إلى الانتشار الواسع للشقق المؤجرة لفترات قصيرة عبر منصات مثل “إير بي إن بي”، والتي أدت إلى تقليل المعروض من المساكن المتاحة للسكان الدائمين وارتفاع تكاليف السكن.
وكانت المدن الإسبانية قد شهدت احتجاجات شعبية واسعة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة للحد من ظاهرة التأجير السياحي القصير الأمد التي أثرت سلبا على حياة السكان.
ورفع المحتجون شعارات مثل “أخرجوا (إير بي إن بي) من أحيائنا” تعبيرا عن رفضهم لتأثير هذه المنصات على الأحياء السكنية.
وردّا على هذه المطالب، أعلنت الحكومة الإسبانية مؤخرا عن حملة رقابية صارمة تستهدف إعلانات “إير بي إن بي” التي تعتبرها غير قانونية في عدد من المناطق، وسط اعتراضات قانونية من قبل الشركة التي تسعى للطعن في هذه الإجراءات.
