
أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
انطلقت يوم الثلاثاء (10 يونيو/حزيران 2025) في باريس محاكمة 16 شخصا يُشتبه بانتمائهم إلى منظمة يمينية متطرفة تعرف باسم “حركة قوات العمليات”، بتهمة التخطيط لتنفيذ سلسلة هجمات إرهابية تستهدف المسلمين في البلاد.
وكشفت ملفات التحقيق أن المتهمين الذين انضموا إلى المنظمة بين عامي 2017 و2018، ينحدرون من خلفيات اجتماعية ومهنية متنوعة، تشمل مهندسين، ممرضين، شرطيا متقاعدا، ودبلوماسيين سابقين، لكنهم اتحدوا حول عقيدة متطرفة تروج لكراهية المسلمين، وتدعو لمواجهة ما يسمونه “الغزو الإسلامي” واستعادة “إرث الأجداد الفرنسيين”.
تعتبر النيابة العامة هذه المجموعة من أخطر التنظيمات اليمينية المتطرفة في فرنسا، ويبرز من بين أعضائها ضابط الشرطة السابق المعروف بلقب “ريشيليو”، الذي يُعتقد أنه المؤسس الحقيقي للتنظيم.
ويشاركه في قيادة الحركة شريكته “ماري فيرونيك”، التي تدير مدونة “Réveil patriote” (استيقظ يا وطني) التي تستخدم لنشر خطاب تحريضي وعنصري.
ورغم هذه الاتهامات، نفت محامية “ماري فيرونيك” ضلوع موكلتها في التخطيط لأعمال عنف، مؤكدة عدم وجود أدلة تثبت ذلك.
التحقيقات كشفت عن خطط مروعة تتضمن اغتيال أكثر من 200 إمام وقيادي مسلم، إضافة إلى محاولة تفجير مسجد في ضاحية كليشي-لا-غارين قرب باريس.
كما أظهرت السلطات أن المجموعة خططت لعملية أطلقت عليها اسم “حلال”، تهدف إلى تسميم الأطعمة الحلال في الأسواق الفرنسية باستخدام سموم قاتلة مثل سم الفئران والسيانيد.
وخلال عمليات التفتيش، عثرت السلطات على مخزون كبير من الأسلحة النارية والذخيرة، بالإضافة إلى مواد تستخدم في تصنيع المتفجرات، مما يعزز فرضية التحضير لتنفيذ هجمات عنيفة.
تُجرى المحاكمة وسط ترقب شديد، حيث ستستمر جلساتها حتى 27 يونيو/حزيران الجاري، وسط نقاش واسع في الساحة السياسية والإعلامية حول تصاعد العنف اليميني والكراهية ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا.
تأتي هذه المحاكمة بعد جريمتين عنصريتين هزتا الرأي العام الفرنسي في الأسابيع الأخيرة، الأولى راح ضحيتها رجل من مالي داخل مسجد، والثانية كان ضحيتها المواطن التونسي هشام الميراوي، الذي قتل على يد جاره الفرنسي بدافع الكراهية العرقية والدينية.