تقارير
أخر الأخبار

أطباء بلا حدود: قيود إيطاليا تعيق إنقاذ المهاجرين وتحوّل المتوسط إلى مسرح موت

أخبار العرب في أوروبا-متابعات

أصدرت منظمة “أطباء بلا حدود” في 12 يونيو/حزيران الجاري تقريرا حقوقيا حاد اللهجة بعنوان “مناورات قاتلة: عرقلة وعنف في وسط البحر المتوسط”، أدانت فيه القيود المفروضة على سفن الإنقاذ الإنسانية، وعلى رأسها سفينة “جيو بارنتس” التابعة للمنظمة، وذلك نتيجة لتشريعات إيطالية جديدة وصفتها المنظمة بأنها “ممنهجة ومؤسسية” لعرقلة إنقاذ أرواح المهاجرين.

التقرير ركّز على تأثير “مرسوم بيانتيدوسي”، الذي روج له وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، ودخل حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2023، حيث فرض قيودا صارمة على عمليات الإنقاذ التي تنفذها السفن التابعة للمنظمات غير الحكومية في البحر المتوسط.

وتنص تلك القيود على إلزام السفينة بالاتجاه إلى أقرب ميناء آمن مباشرة بعد كل عملية إنقاذ، دون السماح لها بالقيام بعمليات إضافية، تحت طائلة غرامات مالية واحتجاز إداري.

وذكرت “أطباء بلا حدود” أن هذه السياسات انعكست سلبا على أعداد الناجين، إذ انخفض عدد الأشخاص الذين أنقذتهم سفينة “جيو بارنتس” من 4646 شخصا في عام 2023 إلى 2278 فقط في عام 2024.

في المقابل، ارتفعت نسبة الحالات الحرجة التي احتاجت إلى نقل للمستشفيات بنسبة 14%، مما يدل على خطورة الوضع الصحي للمهاجرين لحظة انتشالهم من البحر، بسبب تأخر عمليات الإنقاذ أو تقليصها.

التقرير كشف كذلك أن السلطات الإيطالية عمدت إلى تخصيص موانئ آمنة للسفن الإنسانية في مناطق بعيدة عن أماكن الإنقاذ، في شمال البلاد، ما أجبر السفن على قطع مسافات طويلة بلغت في حالة “جيو بارنتس” أكثر من 64,000 كيلومتر إضافي، واستغراق 163 يوما إضافيا في أعالي البحار بين كانون الأول/ديسمبر 2022 وكانون الأول/ديسمبر 2024، بحسب بيانات المنظمة.

كما فُرضت على السفينة أربع غرامات خلال تلك الفترة، أدّت إلى احتجازها القسري لمدة 160 يوما، وهو ما اعتبرته المنظمة محاولة لإخراج السفن الإنسانية من منطقة وسط المتوسط، الأكثر نشاطا من حيث محاولات الهجرة غير النظامية والأكثر خطرا>

وفي جانب آخر من التقرير، سلطت “أطباء بلا حدود” الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها قوات خفر السواحل الليبية بحق المهاجرين، مشيرة إلى أنها وثقت تدخلات ليبية في 38% من عمليات الإنقاذ التي نفذتها السفينة في عام 2023، وارتفعت النسبة إلى 65% في عام 2024.

كما وثقت المنظمة نحو 30 حالة اعتراض مؤكدة أو مشتبها بها نفذتها القوات الليبية بحق قوارب مهاجرين خلال عامي 2023 و2024.

وفيما جمعت المنظمة شهادات من ناجين وصفتها بأنها تكشف عن “نظام ممنهج من العنف المؤسسي”، أكدت أن البحر المتوسط تحول إلى “مشهد من الرعب”، حيث يُترك المهاجرون للموت أو يُعادون قسرا إلى ليبيا حيث يتعرضون للعنف والانتهاكات.

وقد بيّنت الأرقام التي جمعتها المنظمة أن سفينة “جيو بارنتس” أنقذت بين حزيران/يونيو 2021 وكانون الأول/ديسمبر 2024 ما مجموعه 12,675 شخصا، وشاركت في 190 عملية إنقاذ، وانتشلت جثامين 24 مهاجرا، كما نفذت 18 عملية إخلاء طبي، وساعدت في ولادة طفل على متنها.

وفي تصريحات تضمنها التقرير، قال خوان ماتياس جيل، مسؤول عمليات البحث والإنقاذ في المنظمة:”مرسوم بيانتيدوسي يُعد آلية غير مسبوقة وممنهجة ومؤسسية لعرقلة أنشطة البحث والإنقاذ.

ومع مرور الوقت، تزايدت الآثار السلبية لهذه القيود، ما قلل بشكل كبير من قدرة سفينتنا على أداء مهامها الإنسانية”.

ودعا جيل إلى وقف السياسات التي تمنع السفن من أداء دورها في إنقاذ الأرواح، مؤكدا أن “سحب سفن مثل جيو بارنتس من منطقة وسط المتوسط يُعد ضربة مدمّرة لأولئك الذين يفرّون من العنف في ليبيا”.

وفي ختام التقرير، طالبت “أطباء بلا حدود” الحكومة الإيطالية بـ وقف عرقلة عمليات الإنقاذ والتوقف عن فرض العقوبات الإدارية على سفن المنظمات غير الحكومية.

كما دعت الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى تعليق فوري للدعم المالي واللوجستي المقدم لخفر السواحل الليبي، وإنهاء جميع أشكال التشجيع على عمليات الإعادة القسرية إلى ليبيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى