
أخبار العرب في أوروبا- اقتصاد
حذّر فابيو بانيتا، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي الإيطالي، من أن التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو تواجه “مخاطر كبيرة”، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتقلبات في السياسات التجارية العالمية، ما يعقد مهمة صانعي السياسات النقدية في المرحلة المقبلة.
وقال بانيتا، في تصريحات أدلى بها أمس الأربعاء خلال مشاركته في مؤتمر اقتصادي بمدينة ميلانو الإيطالية، إن صناع القرار في البنك المركزي الأوروبي يواجهون صعوبة في تقييم هذه المخاطر نظرا لتشابك عدة عوامل، من بينها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى تداعيات الحرب المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بين إسرائيل وإيران.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن بانيتا قوله: “التوقعات الاقتصادية الكلية عرضة لمخاطر كبيرة ويصعب تحديدها بدقة. هذه المخاطر نابعة من إشارات متضاربة في السياسة التجارية الأمريكية من جهة، ومن التصعيد الأخير في الصراع بين إسرائيل وإيران من جهة أخرى”.
وأضاف بانيتا أن هذه البيئة الدولية المتقلبة تجعل من الصعب وضع سياسة نقدية مستقرة، مشيرا إلى أن البنك المركزي الأوروبي اضطر خلال العام الماضي إلى خفض أسعار الفائدة ثماني مرات في محاولة لاحتواء التضخم والوصول به إلى المستوى المستهدف البالغ 2%.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات، يرى المسؤول الأوروبي أن البنك المركزي لا يزال يتمتع بهوامش تحرك كافية تمكنه من التعامل مع أي تطورات مفاجئة قد تطرأ على المشهد الاقتصادي في منطقة اليورو، مؤكدا أن “السياسة النقدية الأوروبية لا تزال مرنة وجاهزة للاستجابة للمتغيرات”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الضغوط على الاقتصادات الأوروبية نتيجة الاضطرابات العالمية، ما يثير مخاوف من تباطؤ النمو وعودة معدلات التضخم إلى الارتفاع، في ظل حالة من عدم اليقين تهيمن على الأسواق المالية.