
أخبار العرب في أوروبا-إيطاليا
كشف التقرير السنوي الثالث والعشرون الخاص بالنظام الوطني الإيطالي لاستقبال ودمج المهاجرين، المعروف اختصارا باسم “ساي (SAI)، أن واحدة من كل أربع بلديات إيطالية تشارك فعليا في هذا النظام، من خلال مشاريع متوزعة في مختلف أنحاء البلاد، تهدف إلى دعم ودمج المهاجرين، بمن فيهم القُصّر غير المصحوبين بذويهم وذوي الاحتياجات الخاصة.
التقرير الذي تم عرضه أمس الأول الثلاثاء (17 حزيران/يونيو 2025) في مقر الجمعية الوطنية للبلديات الإيطالية “أنشي” في العاصمة روما، أوضح أن عدد مشاريع الاستضافة النشطة ضمن شبكة نظام “ساي” بلغ 872 مشروعا، وتُدار في بعض الحالات من قبل وكالة واحدة مسؤولة عن مشاريع متعددة تخدم فئات مختلفة.
55 ألف مستفيد و2000 بلدية مشاركة
ووفقا للتقرير، فقد تم استقبال نحو 55 ألف شخص في إطار مشاريع الدمج والاستضافة خلال عام 2024، يشكّل القصر الأجانب غير المصحوبين بذويهم ما نسبته 17% من إجمالي المستفيدين.
كما أشار التقرير إلى أن 2000 بلدية إيطالية تشارك في مشاريع “ساي”، إما كمرافق مباشرة أو كشركاء داعمين.
وتشمل هذه الشبكة بلدات صغيرة يقل عدد سكانها عن 5 آلاف نسمة، إلى جانب 93% من المدن التي يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة، ما يعكس انتشار النظام على نطاق وطني واسع.
شخصيات رسمية: “ساي” نموذج ناجح للاستقبال
حضر فعالية تقديم التقرير كل من رئيس جمعية “أنشي” وعمدة نابولي غايتانو مانفريدي، ومديرة الشرطة روسانا رابوانو، التي ترأس إدارة الحريات المدنية والهجرة في وزارة الداخلية، بالإضافة إلى جيانغويدو دالبيرتو، المسؤول عن سياسات الهجرة والاندماج في الجمعية، وفيرجينيا كوستا، المسؤولة عن الخدمة المركزية لشبكة “ساي”.
أكد مانفريدي خلال مداخلته أن “نظام ساي يشكل بنية تحتية مهنية واجتماعية مهمة توضع في خدمة جميع مناطق البلاد، من أصغر بلدياتها إلى أكبرها”، مشيرا إلى أن هذا النظام “يجب أن يُعزَّز لما يقدمه من حلول مرنة وفعالة لملف الاستضافة والاندماج، رغم التحديات المرتبطة بندرة الموارد”.
من جانبه، أعلن دالبيرتو أن قدرة شبكة “ساي” قد شهدت نموا بنسبة 16% خلال عام 2024، ما يعكس ارتفاع التزام البلديات بتوفير استجابات لاحتياجات الاستقبال في البلاد.
كما عبّر عن تقديره لجهود نحو 25 ألف عامل يعملون في مشاريع “ساي” في مختلف أنحاء إيطاليا، مشيدا بتعاونهم مع المؤسسات المحلية والجهات الاجتماعية الخاصة.
أماكن إضافية وخطط مستقبلية
وفي خطوة لتعزيز الطاقة الاستيعابية، من المتوقع أن تتم إضافة 3 آلاف مكان جديد إلى شبكة نظام “ساي” خلال الفترة المقبلة، مما يساهم في توسيع نطاق الاستقبال والاستجابة بشكل أفضل لتدفق المهاجرين.
أما روسانا رابوانو، فقد شددت على إيمانها بدور نظام “ساي”، واصفة إياه بأنه “نموذج فاضل لإدارة الموارد العامة، يضمن كرامة الإنسان وأمن المجتمعات المحلية في آنٍ واحد”.
وأشارت إلى أن وزارة الداخلية ملتزمة بتعزيز هذا النظام ضمن إطار تنفيذ الميثاق الأوروبي للهجرة واللجوء، والذي سيستدعي إعادة هيكلة منظومة الاستقبال الوطنية، وتطوير مرحلتي الاستضافة الأولية والثانوية.
كما لفتت إلى أن الوزارة تسعى لضمان استقرار “ساي” من خلال قوانين الميزانية القادمة، فضلاً عن التفكير في إطلاق صندوق خاص يدعم استمرارية وتوسيع هذا النظام في المرحلة المقبلة.
وفي سياق متصل، صرّحت رابطة “أونيمبريسا” التي تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أن استقبال المهاجرين في البلديات الصغيرة أثبت نجاحه، حيث “تنخفض فيه نسب التوتر والصراع، بينما ترتفع معدلات التكامل والتنمية المجتمعية”، مؤكدة أن هذا النموذج “يستحق الدعم والتوسيع”.