أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
كشف تقرير سري صادر عن وزارة الخارجية الألمانية عن أن الوضع الأمني في سوريا لا يزال يشكل خطرا كبيرا، وذلك في وقت تدرس فيه الحكومة الألمانية استئناف عمليات ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
جاء في التقرير، الذي نقلته صحيفة “دير شبيغل” الألمانية قبل أيام، أن الوضع في سوريا لا يزال “متقلبا للغاية”، رغم مرور أكثر من ستة أشهر على سقوط النظام السابق.
ويعد هذا التقرير، الذي يتكون من 29 صفحة مرجعا هاما للسلطات والمحاكم الألمانية في تقييم طلبات اللجوء والترحيل المقدمة من المواطنين السوريين.
وتقول المجلة إن “التقرير المؤرخ بتاريخ 30 أيار/مايو، وقد صُنّف على أنه تقرير سري وبدأ تداوله مؤخرا داخل الأوساط الأمنية الألمانية، ويتوقع أن يشكل عقبة كبيرة أمام خطط الحكومة الجديدة بقيادة المستشار فريدريش ميرتس”.
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين قد علّق سابقا اتخاذ قرارات بشأن طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، مستندا إلى حالة عدم الاستقرار في البلاد.
إلا أن الحكومة الألمانية الجديدة تخطط حاليا لاستئناف عمليات ترحيل اللاجئين إلى سوريا.
ورغم الإشارة في التقرير إلى بعض الإصلاحات التي نفذتها الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، مثل إلغاء “محاكم مكافحة الإرهاب” التي كانت تمثل أدوات قمع أساسية في عهد النظام السابق، إلا أن التقرير يؤكد أن الحياة في جميع مناطق سوريا “لا تزال خطرة جدا”.
ويشير إلى أن جماعات مسلحة، من بينها ميليشيات موالية للنظام السابق، ما زالت تمارس العنف وتقتل المدنيين.
ويضيف التقرير أن مراكز المراقبة رصدت حوالي 4000 حالة وفاة ناجمة عن النزاع خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آّار 2025.
كما يُتهم أنصار الحكومة الجديدة بارتكاب أعمال عنف، وتستمر قوات الأمن في تنفيذ اعتقالات تعسفية.
ويقول التقرير إن حكم الإعدام ما يزال منصوصا عليه في الإعلان الدستوري، في حين تتعرض الأقليات الجنسية للتمييز، مما يثير تساؤلات حول مدى تنفيذ حظر التعذيب وحماية حقوق الإنسان.
حتى الآن، لم تصدر الحكومة الألمانية موقفا واضحا بناءً على نتائج التقرير، حيث لم يعلق وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت، المسؤول عن قضايا اللجوء والترحيل، على الموضوع.
