
أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
بعد النجاح الباهر الذي حققه خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس عام 2024، يستعد المنطاد العملاق الذي جذب أنظار العالم، للعودة والتحليق مجددا فوق سماء العاصمة الفرنسية، ليصبح معلما سياحيا جديدا يجذب أعدادا كبيرة من الزوار والسياح طوال موسم الصيف.
في أولمبياد باريس 2024، حلق المنطاد العملاق المربوط بالمرجل الأولمبي فوق حديقة التويلري، بين متحف اللوفر ومسلة الكونكورد، حيث شهدت الأجواء عروضا يومية عند غروب الشمس للمرجل الذي يضخ حلقة نارية ضخمة يبلغ قطرها حوالي سبعة أمتار، ما جعل منه أحد أبرز رموز الألعاب ومقصدا رئيسيا للزوار.
ماتيو لوأنّور، المصمم الرئيسي للمرجل، أوضح لوكالة الأنباء الفرنسية أن المشروع كان مبرمجا ليبقى طيلة فترة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، لكن بقرار من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقرر إعادته وتحويله إلى معلم دائم، الأمر الذي تطلب مراجعة شاملة لجميع الجوانب التقنية المتعلقة به.
وعبر لوأنور عن سعادته الكبيرة بعودة المنطاد قائلا: “لقد تأثرت بشدة بهذا القرار، فأسوأ ما يمكن أن يحدث لأي عمل فني أو تقني هو أن يتحول إلى ذكرى جامدة لا يمكنها الطيران أو الإبحار في السماء”.
وسيبدأ المنطاد رحلاته الجديدة مساء اليوم السبت، خلال مهرجان عيد الموسيقى السنوي في فرنسا، على أن يستمر في التحليق كل مساء حتى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، ما سيجعله تقليدا صيفيا محببا يتكرر سنويا حتى دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في لوس أنجلوس 2028.
يستند تصميم المنطاد إلى تاريخ منطاد الهواء الساخن، الذي يعد اختراعا فرنسيا يعود لعام 1783، حيث حرص فريق التصميم على الحفاظ على المبادئ التقنية الأصلية بأقل قدر ممكن من التعديلات، وجميعها بشكل مخفي للحفاظ على الطابع الأصلي والجمالية الفريدة.
وكان الرئيس ماكرون أكد في يناير/كانون الثاني الماضي أن المنطاد سيظل معلما بارزا في سماء باريس طوال مواسم الصيف القادمة، مع إمكانية استمرار عرضه حتى ألعاب لوس أنجلوس 2028.
من جانبه، أشار جوليان فيلريه، مدير الابتكار في شركة كهرباء فرنسا، إلى أن النسخة الجديدة من المنطاد ستستخدم تقنية صديقة للبيئة تعتمد على نهج خالٍ من الكربون، مع الحفاظ على نفس المبادئ التقنية للنسخة السابقة.
ويتميز المنطاد المحسن بأنه يحتوي على 6200 متر مكعب من الهيليوم، وهو غاز أخف من الهواء، مما يضمن له الاستمرار في العمل لفترة أطول، حيث يتوقع أن تدوم رحلاته عشرة أضعاف النسخة السابقة، وستتمكن من العمل لمدة تصل إلى 300 يوم سنوي بدلا من 30 يوم فقط.
كما تم تطوير نظام الإضاءة والضباب الذي يحيط بالمرجل، ليجعل اللهب يظهر وكأنه يرقص في الهواء، مضيفا لمسة جمالية ساحرة تجذب انتباه الزوار والسياح في باريس.