أخبار العرب في أوروبا-بريطانيا
سجّلت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة انخفاضا حادا خلال شهر مايو/أيار الماضي، هو الأكبر منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، بحسب بيانات رسمية صدرت أمس الجمعة، وذلك في ظل تباطؤ واضح في الإنفاق الاستهلاكي بعد موجة إنفاق قوية شهدها شهر أبريل/نيسان على المواد الغذائية وملابس الصيف وتحسينات المنازل.
ووفقا لمكتب الإحصاء الوطني البريطاني، تراجعت أحجام مبيعات التجزئة بنسبة 2.7% في مايو/أيار، وهو ما يفوق بكثير متوسط التوقعات البالغ 0.5% وفقا لاستطلاع أجرته وكالة “رويترز”.
على أساس سنوي، سجلت المبيعات انخفاضا بنسبة 1.3%، في أكبر تراجع سنوي منذ أبريل/نيسان 2024، مقارنة بتوقعات بنمو سنوي قدره 1.7%.
وعزت هانا فينسيلباخ، الإحصائية في مكتب الإحصاء الوطني، هذا الانخفاض الحاد إلى ما وصفته بـ”شهر صعب لتجار التجزئة في قطاع الأغذية”، والذي كان العامل الأبرز في سحب أداء القطاع إلى الوراء.
من جانبه، قال بول ديلز، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة لدى “كابيتال إيكونوميكس”، إن هذه الأرقام السلبية “تضاف إلى مؤشرات على تباطؤ الزخم الذي شهده الاقتصاد البريطاني في الربع الأول من العام”، لكنه أشار إلى أن إنفاق المستهلكين قد يبقى عنصر دعم جزئي لقطاعات أخرى في الاقتصاد خلال بقية عام 2025.
وعقب صدور البيانات، تراجع الجنيه الإسترليني بنحو ربع سنت أمام الدولار الأميركي، في وقت كشفت فيه بيانات منفصلة عن تسجيل عجز في الاقتراض الحكومي خلال مايو بلغ 17.7 مليار جنيه إسترليني (نحو 23.85 مليار دولار)، وهو مستوى أعلى قليلاً من المتوقع.
وكان الاقتصاد البريطاني قد نما بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الربع الأول من عام 2025، مسجلا نموا نسبته 0.7%.
إلا أن شهر أبريل/نيسان شهد انكماشا بفعل انتهاء إعفاءات ضريبية على العقارات، إلى جانب بداية تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.
ويتوقع بنك إنجلترا أن يسجل الاقتصاد البريطاني نمواً سنوياً بنحو 1% هذا العام.
يُذكر أن بيانات شهر أبريل/نيسان الماضي أظهرت نموا قويا بنسبة 1.3% في مبيعات التجزئة، مدعوما بطقس ربيعي مشمس ساهم في زيادة وتيرة الإنفاق.
كما بيّن مؤشر “جي إف كيه” لثقة المستهلك لشهر يونيو/حزيران الجاري، والذي صدر صباح الجمعة، تسجيل أعلى مستوى له منذ بداية العام، ما يعكس قدرا من التفاؤل رغم التباطؤ الأخير في الإنفاق.
في المقابل، أظهرت تقارير متباينة من متاجر التجزئة تفاوتا في أداء السوق؛ فقد أشار اتحاد التجزئة البريطاني إلى تباطؤ ملحوظ في المبيعات خلال ماي/أيار، لافتا إلى أن غالبية المتسوقين أنفقوا ميزانياتهم الصيفية في الشهر السابق.
وفيما واصلت بعض السلاسل الكبرى تحقيق نتائج إيجابية، أعلنت سلسلة “تيسكو”، أكبر بائع تجزئة للمواد الغذائية في المملكة المتحدة، نتائج تفوقت على التوقعات في الربع الأول، رغم وصفها السوق بأنها “شديدة التنافسية”.
في المقابل، أعلنت سلسلة متاجر “باوندلاند” المتعثرة أنها ستغلق 68 فرعا في المملكة المتحدة ضمن خطة لإعادة الهيكلة.
