
أخبار العرب في أوروبا-اليونان
أعلن رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن بلاده ستنشر سفنا حربية قبالة السواحل الليبية في خطوة وصفت بـ”الوقائية والردعية”، لمواجهة تصاعد عمليات تهريب المهاجرين، وذلك عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بعد وصول أكثر من 700 مهاجر إلى جزيرتي كريت وغافدوس في غضون 24 ساعة فقط.
وأوضح ميتسوتاكيس أمس الثلاثاء أن هذه الخطوة ستُنفذ بالتنسيق مع السلطات الليبية ودول أوروبية أخرى، مؤكدا أن “المهربين لن يقرروا من يدخل إلى بلدنا”.
وقد شهدت جزيرتا كريت وغافدوس، الواقعتان جنوب اليونان، موجة كبيرة من المهاجرين، معظمهم من مصر، إريتريا، السودان وباكستان.
وأفادت تقارير بوصول 731 مهاجرا على متن قوارب متفرقة خلال يومي 19 و20 يونيو/حزيران الجاري، في وقت تعاني فيه البنية التحتية المحلية من ضغط شديد.
وتشير بيانات شرطة الموانئ إلى أن أكثر من 7300 مهاجر وصلوا إلى كريت منذ بداية 2025، أي بزيادة بنسبة 350% عن العام الماضي.
ومنذ بداية يونيو/حزيران الجاري فقط، تجاوز عدد الوافدين 2500 مهاجر، ما دفع مسؤولين محليين للمطالبة بمساعدات عاجلة لمراكز الاستقبال.
وفي هذا السياق، أشار رئيس مجلس كريت الإقليمي إلى أن الوقت قد حان لتحمل المسؤولية الجماعية، في ظل محدودية الموارد وعدم وجود سياسة واضحة للتعامل مع الإقامة المؤقتة للمهاجرين.
فيما أكد رئيس هيئة التنمية الاقتصادية في كريت أن إمكانات الجزيرة محدودة لمواكبة هذا الضغط.
من جهة أخرى، نُقل العديد من المهاجرين إلى مركز مؤقت في منطقة “أجيا” بمدينة خانيا، وسط ظروف توصف بالبائسة.
وذكر ناشطون أن المركز يفتقر إلى مرافق أساسية مثل الحمامات والنظافة والرعاية الصحية، ويبيت فيه مهاجرون على الأرض في أوضاع مزرية.
وتُظهر الصور من جزيرة غافدوس أن القوارب التي تنطلق من طبرق الليبية تستغل قرب المسافة نحو الجزر اليونانية، مستفيدة من غياب الرقابة الفعالة.
ورغم جهود الاتحاد الأوروبي لإنشاء مناطق بحث وإنقاذ بحرية، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في القدرة على تطبيق القانون البحري الدولي وسط فوضى الانقسامات الليبية وغياب شريك موثوق لليونان في المفاوضات.
وفي الوقت الذي تأمل فيه اليونان التوصل إلى اتفاق مشابه لذلك الذي وقعته إيطاليا مع حكومة طرابلس عام 2017، إلا أن عدم سيطرة الحكومة الليبية على شرق البلاد، وضعف الموارد الأوروبية، يجعلان الأمر في غاية التعقيد.