
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
شهدت ألمانيا في عطلة نهاية الأسبوع الماضية واحدة من أكثر حوادث الغرق دموية منذ بداية العام، بل ومن بين الأسوأ خلال العقد الأخير، وفقا لما أعلنته الجمعية الألمانية لإنقاذ الحياة، التي تُعد من أبرز المنظمات التطوعية المتخصصة في إنقاذ الأرواح في المياه على مستوى العالم.
وقال مارتن هولتسهاوزه، المتحدث باسم الجمعية، في تصريحات لمجموعة “آر إن دي” الإعلامية الألمانية، أمس الأربعاء، إن “ما لا يقل عن 15 شخصا لقوا حتفهم في حوادث غرق خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة”، مشيرا إلى أن هذا الرقم قد يرتفع مع استمرار عمليات التقييم وجمع البيانات حول الحوادث المسجلة.
وأضاف هولتسهاوزه: “إنها أكثر عطلة نهاية أسبوع دموية هذا العام، ومن بين أكثرها دموية خلال السنوات العشر الماضية”، مؤكدا أن الظاهرة باتت مقلقة بشكل متزايد.
ووفقا للجمعية، فإن عدد ضحايا الغرق في ألمانيا في ازدياد متواصل منذ ثلاث سنوات على التوالي. ففي عام 2024 وحده، تم تسجيل 411 حالة غرق، بزيادة قدرها 31 حالة مقارنة بعام 2023، ما يعكس اتجاها تصاعديا مقلقا في معدلات هذه الحوادث.
وأشار المتحدث إلى أن الطقس الحار في عطلات نهاية الأسبوع غالبا ما يؤدي إلى تزايد الإقبال على السباحة في البحيرات والأنهار والمسطحات المائية غير المُراقَبة، وهو ما يرفع من احتمال وقوع حوادث مميتة.
وقال في هذا الصدد: “لا يمكنني تفسير السبب الدقيق وراء العدد المرتفع من الوفيات في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، لكن الأجواء الحارة دائما ما تكون عاملا محفزا للخطر”.
وربط هولتسهاوزه بين هذه الظاهرة ومظاهر التغير المناخي، قائلا إن “ارتفاع درجات الحرارة وزيادة عدد أيام الصيف الحارة يسهمان في زيادة الإقبال على السباحة، وبالتالي ارتفاع حوادث الغرق”، محذرا من أن هذا النمط المناخي قد يفاقم الوضع مستقبلا.
وفي ضوء هذه الأرقام المقلقة، دعا هولتسهاوزه إلى توسيع نطاق المسابح العامة والمناطق المخصصة للسباحة والخاضعة للإشراف في مختلف أنحاء ألمانيا، بهدف تقليل المخاطر وتوفير بيئة أكثر أمانا للراغبين في الترفيه المائي خلال فترات الصيف الحارة.