تقارير
أخر الأخبار

أوروبا تحت وطأة موجة حر قياسية.. ودرجات حرارة تلامس 46 مئوية

أخبار العرب في أوروبا-متابعات

تتواصل موجة الحر الاستثنائية التي تجتاح أجزاء واسعة من القارة الأوروبية، لاسيما بلدان جنوب أوروبا، وسط تحذيرات من اندلاع حرائق غابات ومخاطر صحية متزايدة على السكان، في وقت تتوقع فيه الأرصاد الجوية تسجيل مستويات حرارة أعلى خلال الأيام المقبلة.

فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، والبرتغال كانت في صدارة الدول المتأثرة، حيث سجّلت درجات الحرارة في بعض المناطق مستويات قياسية بلغت 46 درجة مئوية، بحسب ما أفادت به “وكالة الصحافة الفرنسية”.

وأكدت وزيرة التحول البيئي في فرنسا، أنييس بانييه روناشيه، أن الوضع “غير مسبوق”، مشيرة إلى أن السلطات رفعت مستوى التحذير إلى الإنذار البرتقالي -ثاني أعلى مستويات التأهب- في 84 من أصل 86 منطقة إدارية في البلاد.

وتسببت موجة الحر في تقليص حركة التنقل في بعض المناطق الريفية خشية اندلاع حرائق، كما صدرت توصيات للسكان بالبقاء في المنازل وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة خلال ساعات الظهيرة، مع توزيع مئات الآلاف من قوارير المياه الباردة على الفئات المعرضة للخطر، لا سيما المسنين والأطفال.

المملكة المتحدة تدخل على خط الأزمة

ولم تقتصر موجة الحر على جنوب أوروبا، إذ شهدت معظم مناطق المملكة المتحدة أمس الإثنين رابع أيام أكثر موجات الحر تطرفا في تاريخ البلاد، مع اقتراب درجات الحرارة من حاجز 34 درجة مئوية.

وتُعد هذه المستويات استثنائية بالنسبة لبريطانيا، حيث تجاوزت درجات الحرارة حاجز 34 مئوية في شهر يونيو/حزيران فقط ثلاث مرات منذ عام 1960، وكان الرقم القياسي قد سُجِّل في 28 يونيو/حزيران 1976 عندما بلغت الحرارة 35.6 درجة مئوية.

وبينما استغل السياح الأجواء المشمسة في بعض المدن الأوروبية كروما وباريس بالتجول بالمظلات وتناول المشروبات الباردة في الساحات التاريخية، أطلقت السلطات حملات توعية واسعة النطاق، محذرة من خطر التعرض لضربات شمس أو الإصابة بالجفاف، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة.

خطر الحرائق يلوح في الأفق

ترافق موجة الحر تحذيرات شديدة من خطر اندلاع حرائق غابات، خصوصا في إسبانيا والبرتغال، حيث تنتشر الغابات الجافة والمساحات الخضراء غير المحمية.

وتم رفع حالة الطوارئ في عدة مناطق حرجية، ونُشرت فرق الإطفاء في مواقع استراتيجية تحسّبا لأي اشتعال مفاجئ.

تأتي هذه الموجة ضمن نمط متكرر من الظواهر الجوية المتطرفة التي تضرب أوروبا في السنوات الأخيرة، نتيجة التغير المناخي العالمي، والذي تسبب بارتفاع متوسط درجات الحرارة، وتزايد فترات الجفاف، وتكرار موجات الحر الطويلة.

أوروبا تواجه تحدي المناخ

السلطات الأوروبية تجد نفسها مجددا أمام اختبار صعب في التكيف مع تبعات التغير المناخي، في وقت تتزايد فيه الضغوط لتحديث البنية التحتية بما يتماشى مع هذا النوع من الظواهر، خصوصا على مستوى نظم التبريد في المستشفيات ودور الرعاية، وتأمين مصادر المياه الصالحة للشرب، وتطوير شبكات الإنذار المبكر من المخاطر المناخية.

وفي ظل التوقعات باستمرار موجة الحر في الأيام القادمة، تبقى الأنظار موجهة إلى استعدادات الحكومات الأوروبية، وفعالية خططها الطارئة لحماية السكان والبنى التحتية من تداعيات فصل صيف يُتوقع أن يكون من الأشد حرارة في تاريخ القارة العجوز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى