ألمانيا تبدأ إجراءات ترحيل سوريين “خطرين” بالتنسيق مع دمشق بعد خطوة نمساوية مماثلة

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
أعلنت ألمانيا، أمس السبت، أنها بدأت اتخاذ إجراءات رسمية لترحيل سوريين تصنّفهم على أنهم “خطرون”، وذلك عقب خطوة مماثلة قامت بها النمسا، التي رحّلت لأول مرة “مجرماً سورياً” إلى بلاده، في تطور هو الأول من نوعه داخل الاتحاد الأوروبي.
وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن الوزارة أصدرت تعليمات إلى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين ببدء إجراءات إلغاء وضع الحماية للأفراد السوريين الذين ارتكبوا جرائم خطيرة أو يُعتبرون تهديدا أمنيا، وفق ما نقلته صحيفة “فيلت” الألمانية.
وأوضح المتحدث أن “ارتكاب جرائم جسيمة يمكن أن يؤدي إلى فقدان صفة الحماية أو اللجوء، أو يمنع الاعتراف بها أصلا”، مشيرا إلى أن اتفاق الائتلاف الحاكم، الذي يجمع بين المحافظين بقيادة المستشار فريدريش ميرتس والحزب الاشتراكي الديمقراطي، ينصّ على تنفيذ ترحيلات إلى كل من سوريا وأفغانستان، بدءا من المجرمين والمصنّفين خطرين أمنيا.
في السياق، أكد المتحدث باسم الداخلية أن الحكومة الألمانية “على تواصل مباشر مع السلطات السورية المعنية” لتنفيذ عمليات الترحيل، في إشارة إلى وجود ترتيبات أو محادثات خلف الكواليس مع دمشق.
ووفق رد رسمي من الوزارة على استجواب برلماني، فإن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين باشر، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى مايو/أيار 2025، أكثر من 3500 إجراء أولي للنظر في إمكانية إلغاء وضع الحماية عن لاجئين سوريين.
وبحسب البيانات الرسمية، تم سحب صفة اللجوء بالكامل في 57 حالة، فيما أُلغي وضع الحماية الثانوية، وهو مستوى حماية أدنى من اللجوء الكامل، في 22 حالة أخرى.
وفي موازاة ذلك، عاد نحو 800 سوري إلى بلدهم طواعية في إطار برنامج مساعدات حكومي تموّله السلطات الألمانية، يشجع على “العودة الطوعية” للاجئين.
ويعيش في ألمانيا نحو مليون سوري، وصل معظمهم خلال موجة اللجوء الكبرى التي شهدتها البلاد عامي 2015 و2016، عقب الحرب التي شنّها نظام بشار الأسد المخلوع ضد معارضيه، بمشاركة حلفائه الإيرانيين والروس.
غير أن المشهد الأوروبي تجاه اللاجئين السوريين تغيّر بشكل كبير بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وهو الحدث الذي دفع العديد من الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا والنمسا، إلى تجميد إجراءات طلبات اللجوء الجديدة للسوريين، في ظل صعود قوي للأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات المحلية والبرلمانية.
وكانت النمسا قد أعلنت، يوم الخميس الماضي، ترحيل “مجرم سوري” إلى بلاده، في سابقة هي الأولى من نوعها داخل الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 وما تلاها من حرب دموية.
وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت المخاوف الأمنية في ألمانيا، في ظل وقوع عدة هجمات طعن مميتة، وعمليات عنف مرتبطة بجماعات جهادية، إضافة إلى هجمات نفذها متطرفون من اليمين المتطرف، وهو ما أعاد ملف اللاجئين إلى واجهة الجدل السياسي والأمني في البلاد.