
أخبار العرب في أوروبا-إيطاليا
قررت سلطات منطقة بوليا الإيطالية تخصيص جزء من أموال “خطة التعافي والصمود الوطني” لتمويل مشاريع سكنية مخصصة للمهاجرين، وذلك في مسعى لتحسين أوضاعهم المعيشية والتصدي لمخاطر استغلالهم من قبل شبكات إجرامية.
القرار يشمل إطلاق أربعة مشاريع في عدد من البلديات ضمن الإقليم، بميزانية تقارب 10 ملايين يورو.
وبحسب ما أعلنته سلطات بوليا أمس الثلاثاء، تهدف هذه المشاريع إلى توفير حوالي 304 أسرّة، مع توفير بيئة سكنية لائقة وآمنة تحد من استغلال العمال المهاجرين، خاصة أولئك العاملين في القطاعات الزراعية والصناعية، حيث يتعرضون غالبا لانتهاكات واستغلال غير قانوني.
المشاريع ستُنفذ في أربع بلديات على النحو التالي:
–بلدية بيتشيلي: حيث سيتم ترميم دير قديم يعود للرهبان الكبوشيين لتحويله إلى سكن مجتمعي يستوعب 14 شخصا فقط، مع تخصيص مناطق مشتركة مخصصة للأنشطة والخدمات الأساسية، وذلك بتمويل يصل إلى 2.1 مليون يورو.
–بلدية برينيديز (منطقة ريستينكو): ستتم إعادة تأهيل مبنيين مهجورين لاستخدامهما في إسكان حوالي 80 مهاجرا، وذلك ضمن مشروع تبلغ تكلفته أكثر من 2.1 مليون يورو، مع توفير بيئة سكنية تراعي الكرامة الإنسانية.
–بلدية كاربينو: المشروع الأكبر ضمن الخطة، حيث سيتم تحويل وحدات سكنية تقع في قلب المركز التاريخي للبلدة إلى مساكن مشتركة قابلة لاستضافة نحو 200 شخص.
كما سيُخصص جزء من هذه الوحدات لمساحات مشتركة تقام فيها أنشطة اجتماعية وتدريبية وثقافية، باستثمار يتجاوز 4.5 مليون يورو.
–بلدية كاربيلي: في هذا المشروع الأصغر حجما، سيجري ترميم مبنى تاريخي مملوك للأبرشية المحلية لتحويله إلى سكن مخصص لاستقبال عشرة أشخاص، مع إعطاء أولوية لذوي الإعاقة.
المبنى سيُزوّد بأنظمة كهروضوئية للطاقة، بهدف تحقيق استقلالية في استهلاك الكهرباء، وذلك بتمويل قدره حوالي 1.1 مليون يورو.
من جهتها، عبرت مستشارة سياسات الهجرة في إقليم بوليا، فيفيانا ماترانغولا، عن ارتياحها لإطلاق هذه المشاريع، معتبرة أن الاستفادة من أموال خطة التعافي والصمود الوطنية يمثل خطوة جوهرية نحو تحسين حياة المهاجرين، الذين وصفتهم بأنهم “يساهمون في إثراء اقتصاد المنطقة بينما يعيشون في ظروف مأساوية”.
وأشارت ماترانغولا إلى أن هذه المبادرة قد تكون بداية لمشاريع أكبر في مناطق مثل كابيتاناتا، ومانفريدونيا مع بورغو ميزانوني، وسان سيفيرو، وتشيرينولا، وهي مناطق تشهد تجمعات كبيرة للمهاجرين الموسميين.
واختتمت المسؤولة الإيطالية حديثها بالتأكيد على أهمية تمديد المهل الزمنية المرتبطة بخطة التعافي والصمود الوطنية، التي يُفترض انتهاء العمل بها بحلول يونيو/حزيران 2026، قائلة: “نأمل في ظهور مؤشرات إيجابية تتيح تمديد هذه المواعيد، حتى نتمكن من مواصلة هذا المسار الهام في دعم ودمج المهاجرين”.