أخبار العرب في أوروبا-إيطاليا
تواجه مدينة فريغونا الإيطالية، الواقعة شمال البلاد قرب البندقية، خطر الاندثار بعد أن سجلت خلال النصف الأول من العام الحالي أربعة مواليد فقط، في ظل استمرار هجرة السكان إلى المدن الكبرى وخارج البلاد، وتراجع أعداد الأطفال إلى مستويات تهدد بإغلاق المدرسة الابتدائية الوحيدة في المدينة.
رئيس البلدية، جياكومو دي لوكا، عبّر عن قلقه قائلا إن عدد الأطفال في المدرسة لا يتجاوز أربعة، بينما الحد الأدنى المطلوب لاستمرار الصفوف هو عشرة، محذرا من أن إغلاق المدرسة سيعني مغادرة الأطفال وعدم عودتهم مستقبلا، ما يهدد بوفاة المدينة تدريجيا.
وذكر أن عدد السكان انخفض بنحو 20% خلال عشر سنوات، بينما بات معظم سكان المدينة البالغ عددهم 2700 نسمة من كبار السن.
ورغم محاولات الحكومة الإيطالية دعم الأسر بمساعدات مالية وإعفاءات ضريبية لتشجيع الإنجاب، لا تزال معدلات المواليد في تراجع مستمر، حيث تسجل النساء الإيطاليات معدل إنجاب هو الأدنى في تاريخ البلاد (1.18 طفل لكل امرأة)، مقارنة بمتوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 1.38.
وترى فالنتينا دوتور، وهي أم لطفلة تبلغ عشرة أشهر، أن ارتفاع تكاليف الحياة ونقص الحضانات يدفع العديد من العائلات للعزوف عن الإنجاب، رغم المساعدات الحكومية التي تعتبرها غير كافية.
في المقابل، يزداد الضغط على المدارس المتبقية في القرى المجاورة، بعد إغلاق مدارس مثل مدرسة باسكولي مؤخراً لعدم توفر العدد الكافي من الطلاب.
توقعات الأمم المتحدة تزيد القلق، إذ تشير إلى احتمال انخفاض عدد سكان إيطاليا بنحو 5 ملايين نسمة خلال 25 عاما، مع تفاقم أزمة الشيخوخة، وهو ما يهدد مستقبل البلدات الصغيرة مثل فريغونا.
