سوري يفوز بلقب “خريج العام” من جامعة هولندية لتميزه في دعم اللاجئين

أخبار العرب في أوروبا-هولندا
منحت جامعة خرونيغن الهولندية السوري خلف الخلف جائزة “خريج العام 2025″، تكريما لجهوده المتميزة في دعم وتوجيه اللاجئين داخل هولندا، وتحوله إلى رمز ملهم لقوة الإرادة والتغلب على المحن، بعد مسيرة شخصية صعبة بدأت بالفرار من ويلات الحرب في سوريا.
وبحسب ما أفاد به الموقع الرسمي للجامعة، فقد مُنح الخلف الجائزة تقديرا لـ”التزامه الإنساني بتوجيه ومساعدة اللاجئين في حياتهم الجديدة، ومشاركته لتجاربه الشخصية بشكل ملهم مع طلاب ولاجئين وموظفين من مؤسسة إيواء طالبي اللجوء المعروفة بـ(كوا – COA)”.
وقالت لجنة التحكيم التي تمنح الجائزة إن خلف “يُلهم اللاجئين الآخرين من خلال صموده ومثابرته وإنجازاته الأكاديمية والمهنية، ويُثبت أنه من الممكن تحقيق النجاح في الدراسة والعمل انطلاقا من واقع شديد الصعوبة، مما يجعله قدوة يُحتذى بها داخل المجتمع الهولندي”.
من هو خلف الخلف؟
خلف، المولود عام 1988، يعمل حاليا كـ”قائد فريق” ضمن منظمة “في في إن” الهولندية المتخصصة في دعم اللاجئين.
ويعود مشواره في هولندا إلى نحو عقد من الزمن، حين اضطر إلى مغادرة سوريا بعد تعرضه للاختطاف على يد تنظيم “داعش”، مما حال دون مواصلته عمله السابق كممرض في مستشفى أطفال تابع لمنظمة “أطباء بلا حدود”.
ورغم التحديات، نجح خلف في تعلم اللغتين الهولندية والإنجليزية خلال فترة قصيرة، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط عام 2021، تلاها بدرجة الماجستير في العلاقات الدولية سنة 2022، وكلاهما من جامعة خرونيغن.
نشاط واسع في دعم اللاجئين
من خلال عمله ضمن منظمة “في في إن”، أصبح خلف شخصية محورية بين أوساط اللاجئين الجدد، يقدم لهم التوجيه والدعم المعنوي، ويشجعهم على تبني مسار نشط في حياتهم الجديدة.
وغالبا ما كان يردد: “لا تجلسوا منتظرين اللا شيء، تولوا زمام أموركم، وحتى لو لم يُسمح لكم بالكثير، استمروا في وضع الخطط، وتعلموا اللغة، ومارسوا الرياضة، واعتنوا بأنفسكم”.
كما شارك خلف في إلقاء محاضرات كضيف لطلاب علم الاجتماع، حيث تحدث عن التأثيرات النفسية والاجتماعية لسياسات استقبال اللاجئين، مؤكداً أهمية توفير بيئة إنسانية مشجعة تتيح لهم إعادة بناء حياتهم.
حضور إعلامي ورسالة إنسانية
وسبق أن سلط تلفزيون “آر تي في نورد” الهولندي الضوء على خلف، في تقرير تناول عمله داخل مركز تابع للصليب الأحمر قرب مركز تقديم طلبات اللجوء في “تير آبل”، حين كان يشهد اكتظاظا كبيرا بالمهاجرين وطالبي الحماية.
وترى جامعة خرونيغن في قصة خلف تجسيدا لأهمية تقديم استقبال إنساني جيد للاجئين، وضرورة إتاحة الفرص الكاملة لهم لتطوير أنفسهم والانخراط الفاعل في المجتمعات الأوروبية.
قصص نجاح متتالية
وتُعد قصة خلف واحدة من عشرات القصص الملهمة التي رصدتها وسائل الإعلام الهولندية للاجئين السوريين الذين نجحوا في مجالات متعددة، لا سيما في القطاعين الصحي والتعليمي.
وبحسب الأرقام الرسمية، يعيش في هولندا اليوم أكثر من 160 ألف سوري، حصل الكثير منهم على الجنسية الهولندية بعد استيفاء شروط الإقامة وتعلم اللغة، فيما لا يزال الآلاف بانتظار البت في طلبات لجوئهم، وسط إجراءات مشددة فرضتها الحكومة اليمينية الجديدة في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.