السويد تواجه أسوأ أزمة لحوم منذ أكثر من قرن

أخبار العرب في أوروبا-السويد
تشهد السويد واحدة من أسوأ أزمات نقص لحوم الأبقار منذ القرن التاسع عشر، بحسب تحذيرات مزارعين ومسؤولين في قطاع اللحوم، الذين وصفوا الوضع بـ”الخطير والمزمن”، متوقعين أن تستمر الأزمة لسنوات قادمة ما لم تُتخذ إجراءات جادة وسريعة.
وقال المزارع توماس أولسون في تصريح لقناة (TV4) السويدية أمس الأحد: “أشعر بقلق كبير. الأمر لن يتحسن في وقت قريب، بل سيستغرق سنوات طويلة حتى نرى أي تحسن ملحوظ في وفرة اللحوم”.
ويُعتبر أولسون من أبرز المزارعين الذين شهدوا التحولات الكبرى التي ضربت قطاع تربية الأبقار في السويد منذ عام 2018.
خلال موسم الربيع الماضي، سجلت المتاجر السويدية نقصا واضحا في منتجات لحوم البقر، وخصوصا اللحم المفروم وشرائح “الأنتركوت”.
وأكدت المسؤولة في سلسلة متاجر Coop، مايسان بينسه، وجود خلل حقيقي في العرض، مشيرة إلى أن “الكميات لم تكن كافية لتلبية الطلب، وقد يستمر هذا الوضع بعد الصيف مع انتهاء موسم الشواء وعودة التركيز على لحوم الأبقار”.
وتعود جذور الأزمة إلى صيف عام 2018 حين اجتاحت السويد موجة جفاف شديدة أجبرت المزارعين على ذبح أعداد كبيرة من الأبقار نتيجة نقص العلف.
ثم جاءت جائحة كورونا، تلتها تداعيات الحرب في أوكرانيا، والتي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء والأسمدة، ما زاد من الضغوط على قطاع الزراعة.
لفت أولسون إلى أن الصعوبات الاقتصادية دفعت كثيرا من المزارعين كبار السن إلى مغادرة المهنة نهائيا، قائلا: “أعرف مزارعين توقفوا لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمّل التكاليف، ولا يوجد جيل شاب يرغب في استلام زمام الأمور”.
وأشار إلى أن حل الأزمة يتطلب وقتا طويلا، حيث إن تربية بقرة واحدة تستغرق أكثر من ثلاث سنوات قبل أن تُصبح جاهزة للإنتاج، موضحا أن “أي زيادة في الإنتاج ستتأخر بالضرورة”.
ودعا المستهلكين إلى مواصلة شراء اللحوم السويدية للحفاظ على الطلب، لأن انخفاضه سيؤدي إلى خروج المزيد من المنتجين من السوق.
كما طالب أولسون السلطات بدعم طويل الأمد للمزارعين، وشروط واضحة تساعد على دخول الشباب إلى هذا القطاع الحيوي، مضيفا: “نحتاج إلى قواعد مستقرة وتقليل التعقيدات الإدارية. هذا هو الأساس”، كما قال.