
أخبار العرب في أوروبا-إسبانيا
في السنوات الأخيرة، بات الصيف في إسبانيا مرادفا لاحتجاجات متكررة ضد السياحة المفرطة، خاصة في المدن الساحلية والمناطق التي تعتمد على اقتصاد الخدمات.
ورغم أن السياحة تمثل ما يزيد عن 12% من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني، فإن تدفق الزوار بشكل مفرط، خاصة من الرحلات البحرية ومنصات الإيجار السياحي مثل “Airbnb”، ساهم في تفاقم أزمة الإسكان في المدن الكبرى وأثار استياء السكان المحليين.
لكن إسبانيا لا تقتصر على المدن المزدحمة والمواقع المشبعة بالسياح، إذ تضم العديد من الوجهات الأقل شهرة والتي تقدم تجارب غنية وأصيلة بعيدا عن الزحام، ما يجعلها خيارا مثاليا للراغبين في السفر الهادئ.
لا ريوخا.. رحلة إلى قلب الطبيعة والتقاليد الإسبانية الأصيلة
تقع منطقة لا ريوخا شمال إسبانيا، وهي واحدة من أقل المناطق زيارة من قبل السياح الأجانب، رغم شهرتها العالمية بفضل إنتاج النبيذ. لم يزرها سوى 180 ألف سائح عام 2024، مقارنة بأكثر من 15 مليون زاروا برشلونة وحدها.

تحتضن المنطقة أكثر من 500 مصنع نبيذ، منها مصانع عائلية تقليدية وأخرى شهيرة مثل “Marqués de Riscal” الذي يتميز بفندق وقبو نبيذ بتصميم مبتكر من توقيع فرانك غيري، ومصنع CVNE بأقبية من تصميم استوديو غوستاف إيفل.
كستريمادورا.. التاريخ الروماني والطبيعة البكر
تعد منطقة إكستريمادورا، الواقعة على الحدود مع البرتغال، من أكثر المناطق الإسبانية غموضا وندرة في عدد السياح.
وتضم ثلاثة مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو، أبرزها مدينة مريدا التي تحتوي على آثار رومانية محفوظة بشكل استثنائي، وتُعرض فيها المسرحيات الكلاسيكية في مسرحها الروماني خلال الصيف.

كما تتميز المدينة التاريخية كاثيريس، ومطاعمها المرموقة مثل “Atrio” الحاصل على ثلاث نجوم ميشلان. وتزخر المنطقة أيضا بمنتزه مونفراغوي الوطني ومواقع جيولوجية نادرة.
الساحل الشمالي الأخضر.. الفردوس الأطلسي المخفي
يمتد الساحل الشمالي لإسبانيا من كانتابريا إلى غاليسيا، ويُعد بديلا طبيعيا للمنتجعات المتوسطية المزدحمة.
يتميز هذا الشريط الساحلي بمنحدرات وعرة، وشواطئ رملية غير مكتشفة، وقرى صيد هادئة، مع فرص للاستمتاع بالطعام المحلي مثل الأجبان النادرة ومشروب “السيدر” التقليدي.

يعد هذا الساحل جنة لمحبي الطبيعة، خاصة لمحبي التجوال والتخييم والرياضات البحرية.
جزيرة إل هييرو.. نموذج السياحة المستدامة
تُعرف جزيرة “إل هييرو” بأنها الأقل زيارة ضمن أرخبيل جزر الكناري في المحيط الأطلسي التابعة للسيادة الإسبانية، وتمثل تجربة سياحية فريدة لعشاق الطبيعة.
وهي مصنفة كمحمية طبيعية من قبل اليونسكو، وتتميز بتضاريسها البركانية، وغاباتها الكثيفة، وحياتها البحرية الغنية التي تجعل منها من أفضل وجهات الغوص في أوروبا.

إلى جانب الشواطئ البركانية، توفر الجزيرة أنشطة بيئية مثل الطيران المظلي، والمشي في المسارات الجبلية، وركوب الدراجات في الهواء الطلق.
طرويل.. الجوهرة المنسية شرق إسبانيا
تقع مقاطعة طرويل بين برشلونة وفالنسيا، وتُعد من أكثر المناطق الإسبانية تهميشا، حتى أطلق سكانها حزبا سياسيا تحت اسم “Teruel Existe” للمطالبة بالاعتراف بمنطقتهم.
وهي مليئة بالمدن القديمة والقلاع، وآثار الديناصورات، ومسارات المشي، ومواقع سباحة طبيعية مذهلة.

كما تشتهر المنطقة برحلات البحث عن الكمأ الأسود، ما يضيف بعدا مميزا لتجربة زيارتها.