أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
قتل مهاجر بالرصاص مساء أمس الأحد داخل مخيم للمهاجرين في منطقة لون بلاج القريبة من مدينة دونكيرك في شمال فرنسا، في حادثة تُضاف إلى سلسلة متكررة من أعمال العنف التي تشهدها هذه المنطقة الحدودية.
وأعلن مكتب المدعي العام في دونكيرك عن فتح تحقيق رسمي بتهمة القتل، فيما لم يتم توقيف أي مشتبه به حتى الآن.
وقع إطلاق النار حوالي الساعة الخامسة مساءً، وتشير المعلومات الأولية إلى أن الضحية شاب يُعتقد أن عمره يبلغ نحو 25 عاما، بحسب خدمات الطوارئ الفرنسية.
جمعية “يوتوبيا 56″، الناشطة في دعم المهاجرين، نشرت عبر منصة “إكس” تعليقا على الحادثة قالت فيه: “هذا المساء، توفي رجل ضحية لإطلاق نار في مخيم كان ينتظر فيه العبور إلى المملكة المتحدة”.
وأضافت: “في يومين، فقد شخصان حياتهما على الحدود الفرنسية البريطانية نتيجة سياسة الردع التي تتأرجح بين العنف والإهمال”.
وكانت الجمعية قد أعلنت قبل ذلك بيوم عن وفاة مهاجر آخر أثناء محاولته عبور بحر المانش، بالقرب من شاطئ “إيكان” في محافظة “با-دو-كاليه”، ما يعكس تزايد حالات الوفاة على هذا المسار.
أربعة حوادث إطلاق نار خلال شهر واحد
مخيم لون بلاج تحديدا، شهد أربع حوادث إطلاق نار على الأقل خلال أقل من شهر، كان آخرها في 9 تموز/يوليو أثناء.
في هذه الحادثة، أصيب رجل بطلق ناري في ركبته، وتدخل متطوعون من الجمعية البريطانية “روتس” لتقديم الإسعافات الأولية بانتظار وصول فرق الطوارئ، كما أُصيب رجل آخر في اليوم الذي سبقه في نفس الموقع.
وقد أكدت النيابة العامة في دونكيرك فتح تحقيقين بتهم العنف باستخدام السلاح، أوكلت إلى الشرطة القضائية.
وفي 14 و15 يوليو/تموز الجاريه، أدت سلسلة من عمليات إطلاق النار في مخيمات المهاجرين بالمنطقة إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، أحدهم في حالة حرجة.
منظمات إنسانية: الأوضاع سيئة
وتقول المنظمات الإنسانية إن الأوضاع المعيشية السيئة داخل المخيمات، وتنوع الخلفيات العرقية، والضغط النفسي الهائل، كلها عوامل تساهم في توتر الأجواء.
وأوضحت إحدى الجمعيات أن “وجود عدد كبير من الأشخاص اليائسين في مساحة ضيقة يؤدي إلى تصعيد العنف، حتى بين المهاجرين أنفسهم”.
التحقيقات غالبا ما تواجه صعوبات جمّة، أهمها عدم توفر تسجيلات مراقبة، وتردد الضحايا أو الشهود في الإدلاء بمعلومات.
المدعية العامة في دونكيرك، شارلوت هويت، أكدت في وقت سابق أن “تصميم المواقع لا يسمح بسهولة التتبع أو التحقيق، كما أن حاجز اللغة والخوف من التبليغ يعقدان الأمور أكثر”.
اتفاقات فرنسية بريطانية
في 10 تموز/يوليو الجاري، توصلت فرنسا وبريطانيا إلى اتفاق جديد يقضي بأن تستقبل بريطانيا مهاجرا من فرنسا له ارتباط مثبت بالبلد، مقابل إعادة كل مهاجر يصل إلى المملكة المتحدة بطريقة غير شرعية إلى فرنسا.
ورغم توقيع الاتفاق، إلا أنه وُوجه بانتقادات منظمات حقوقية وجمعيات إنسانية في البلدين، لعدم وضوح آليات التنفيذ، والتشكيك بفاعليته في الحد من الهجرة غير النظامية.
منذ بداية عام 2025، توفي 18 مهاجراأثناء محاولاتهم عبور بحر المانش نحو المملكة المتحدة، بينما بلغ عدد الوفيات العام الماضي 78 شخصا.
وفي الوقت ذاته، وصل أكثر من 23,500 مهاجر إلى الأراضي البريطانية منذ بداية العام، في رقم قياسي يُظهر استمرار الظاهرة رغم القوانين والاتفاقات المتتالية.
