
أخبار العرب في أوروبا-بريطانيا
لقي مهاجر حتفه أثناء محاولة عبور غير نظامية لبحر المانش انطلقت من أحد شواطئ شمال فرنسا، في حادثة جديدة ترفع عدد الوفيات في هذا الممر البحري الخطير إلى 18 شخصا منذ بداية العام الجاري.
الحادثة وقعت بالتزامن مع استمرار تحسّن الأحوال الجوية، ما يشجع المزيد من المهاجرين على المجازفة بعبور البحر باتجاه المملكة المتحدة، رغم المخاطر الكبيرة المرتبطة بذلك.
و,فق ما أعلنته السلطات الفرنسية، فقد وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح السبت 26 يوليو/تموز الجاري، عندما اضطُر قارب كان يقل مهاجرين إلى التراجع باتجاه شاطئ “إيكويان-بلاج” القريب من مدينة بولوني-سور-مير، في منطقة با-دو-كاليه.
وعند وصول القارب، فارق أحد المهاجرين الحياة نتيجة توقف قلبي تنفسي، رغم محاولات الإنعاش التي أجرتها له ممرضة من منظمة أطباء بلا حدود.
وأعلنت المنظمة، عبر حسابها في منصة “إكس”، أنها كانت متواجدة على الشاطئ مع جمعية “يوتوبيا 56″، وأنها صُدمت وغضبت من “المأساة الناتجة عن السياسات الأمنية القاتلة وغير الفعالة”، داعية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى مراجعة السياسات المعتمدة على الحدود، معتبرة أن “الأرواح مهددة كل يوم” على هذا الطريق.
وحسب إذاعة “راديو 6″، فإن المهاجر المتوفى كان يبلغ من العمر نحو 50 عاما.
إضافة إلى ذلك، تم نقل أربعة مهاجرين آخرين إلى مستشفيات في مونتروي وبولوني، من بينهم شاب أفغاني (20 عاما)، وفتاة صومالية (19 عاما)، وشابان صوماليان (18 و25 عاما).
وفي اليوم التالي، الأحد 27 تموز/يوليو، أعلنت السلطات البحرية الفرنسية عن إنقاذ 45 مهاجرا في عمليات متفرقة ببحر المانش، عقب تلقي إشعارات بانطلاق عدة قوارب في اتجاه السواحل البريطانية.
وأوضح مركز التنسيق والإنقاذ البحري (CROSS) أنه نسّق عمليات التدخل مع وحدات بحرية مختلفة، وتمكنت سفن الإنقاذ من سحب المهاجرين من قوارب غير آمنة.
في إحدى العمليات، تم إنقاذ 32 شخصا في ميناء كاليه، كانوا على متن قارب أبحر من منطقة “لو بوتي فور فيليب” بعد منتصف الليل. لكن، وفق المصدر نفسه، رفض عدد آخر من المهاجرين على القارب نفسه المساعدة، وواصلوا رحلتهم بحرا رغم التحذيرات.
كما تم إنقاذ أربعة مهاجرين آخرين قبالة سواحل “غري-ني” ونقلهم إلى ميناء دانكيرك، فيما واصل القارب طريقه، إلى أن طلب تسعة مهاجرين آخرين المساعدة في وقت لاحق، ليتم إنزالهم في ميناء كاليه.
وأشارت السلطات إلى أن بعض المهاجرين يرفضون صعود قوارب الإنقاذ خوفا من إعادتهم إلى فرنسا، مما يدفع فرق الإغاثة إلى الامتناع عن التدخل القسري لتجنّب الحوادث الخطيرة، مثل السقوط في الماء أو التعرض لصدمة حرارية.
تأتي هذه الحوادث في سياق زيادة ملحوظة في محاولات العبور غير النظامية خلال أشهر الصيف، وسط نشاط مكثف لشبكات التهريب.
وتبرز الحوادث المتكررة خطورة الوضع الإنساني، في ظل غياب ممرات آمنة للهجرة القانونية، وتزايد الاعتماد على قوارب مهترئة وطرق بالغة الخطورة.
وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق عن إنقاذ 139 مهاجرا بين 18 و19 يوليو/تموز الجاري، بينما تمكن 572 مهاجرا من الوصول إلى السواحل البريطانية خلال الفترة نفسها.
ويضع هذا الواقع ضغوطا كبيرة على الحكومة البريطانية بقيادة كير ستارمر، إذ تشير الأرقام إلى أن أكثر من 23,500 مهاجر وصلوا إلى المملكة المتحدة منذ بداية العام، في رقم يُعدّ قياسياً مقارنة بالسنوات السابقة.