
أخبار العرب في أوروبا-إيطاليا
توفي طفلان وفُقد شخص آخر بعد انقلاب قارب كان يقل أكثر من 90 مهاجرا أثناء محاولتهم النجاة وإنقاذهم من قبل سفينة تجارية في وسط البحر المتوسط، في حادثة تضاف إلى سلسلة المآسي المتكررة التي تشهدها هذه المنطقة الخطرة.
وقالت منظمة “سي ووتش” غير الحكومية، التي أبلغت السلطات الإيطالية ووكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس”، إن القارب انقلب يوم الثلاثاء أثناء عملية إنقاذ نفذتها سفينة تجارية تُدعى “بورت فوكوكا”، ما أدى إلى وفاة الطفلين وغرق الشخص المفقود، فيما لا يزال المهاجرون عالقين وسط البحر، معرضين لخطر كبير، لا سيما من احتمال تدخل خفر السواحل الليبي وإعادتهم قسرا إلى ليبيا.
وأضافت المنظمة في سلسلة من التغريدات أمس الأربعاء أن القارب كان على متنه أكثر من تسعين شخصا، وقد رُصد يوم الاثنين الماضي من قبل طائرة تابعة لها، لكنها اشتكت من تأخر وصول فرق الإنقاذ الأوروبية، حيث وصلت “فرونتكس” بعد ست ساعات، ثم غادرت دون تقديم المساعدة المطلوبة، رغم أن هناك سفنا يمكنها الوصول إلى القارب خلال ثلاث ساعات تقريباً.
وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد من أن السلطات الإيطالية تبذل جهودا لمنع وصول هؤلاء المهاجرين إلى أراضيها، محذرة من خطر اختطافهم من قبل خفر السواحل الليبي ونقلهم إلى ليبيا حيث ينتظرهم التعذيب والموت.
في السياق ذاته، أكدت منظمة “سي ووتش” أن سفينتها الإنسانية “أورورا” المحتجزة في ميناء لامبيدوزا منذ 22 يوليو/تموز لم تستطع التدخل لإنقاذ القارب، رغم بعدها أربع ساعات ونصف فقط عن موقع الحادث، بسبب قرار السلطات الإيطالية باحتجازها لأسباب لم تُوضح.
يذكر أن هذا الحادث يأتي ضمن سلسلة متكررة من مآسي غرق المهاجرين في البحر المتوسط، حيث أكدّت منظمة الهجرة الدولية وفاة وفقدان مئات الأشخاص هذا العام، وسط تحذيرات من استمرار ارتفاع أعداد الضحايا بسبب تزايد عمليات التهريب نحو أوروبا والقيود المفروضة من قبل السلطات الإيطالية على العمليات الإنسانية.