
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
تشهد ألمانيا جدلا واسعا حول موضوع السماح للاجئين السوريين بزيارة وطنهم، حيث اختلفت مواقف الحكومة الألمانية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشكل واضح، ما يعكس تعقيدات ملف اللاجئين السوريين في البلاد.
فمن جانبها، رأت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في برلين، عبر ممثلتها كاتارينا ثوت، أن الزيارات الطوعية قصيرة الأجل إلى سوريا قد تساهم في بناء الثقة لدى اللاجئين ووضع خطط واقعية من أجل العودة الآمنة والكريمة إلى وطنهم.
وأكدت ثوت في تصريحات نقلتها شبكة التحرير الألمانية (RND) يوم أمس الثلاثاء، أن هذه الزيارات تساعد اللاجئين على معاينة واقع بلادهم بأنفسهم، مما يسهل عليهم اتخاذ قرار العودة أو البقاء، خاصة في ظل أسئلة حيوية عن الوضع الأمني، حالة المنازل، والمدارس لأطفالهم.
على الجانب الآخر، شددت الحكومة الألمانية على موقفها الرافض لتلك الزيارات، حيث أكد متحدث باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن وزارة الداخلية لا تسمح للاجئين السوريين الحاصلين على وضع حماية بزيارة سوريا، حتى وإن كانت الزيارة قصيرة الأمد.
وأوضح المتحدث أن العودة إلى الوطن قد تؤدي إلى إعادة النظر في وضع الحماية وقد تلغي صفة الحماية التي يتمتع بها اللاجئ، مشيرا إلى عدم وجود ضمانات لحماية وضع اللاجئ في حال قيامه بزيارة وطنه.
يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه ألمانيا تغييرات كبيرة في سياسة الهجرة واللجوء، مع تشديد الرقابة على الحدود وتراجع كبير في أعداد طالبي اللجوء.
وأظهرت بيانات وزارة الداخلية الألمانية أن عدد طلبات اللجوء الأولية خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025 انخفض إلى 70,011 طلبا، مقارنة بـ140,783 طلبا في نفس الفترة من العام الماضي، ما يمثل انخفاضا بأكثر من 50%.
وفي هذا السياق، صرح وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت بأن الحكومة ماضية في تنفيذ خطط تهدف إلى معالجة طلبات اللجوء عند حدود الاتحاد الأوروبي، وتسريع إصدار قرارات الحماية، وزيادة وتيرة عمليات الترحيل، معتبرا ذلك تحولا حازما في سياسة اللجوء بعد تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة في مايو/أيار الماضي.