
أخبار العرب في أوروبا-بلجيكا
أعلنت السلطات البلجيكية تمديد تعليق معالجة طلبات اللجوء المقدّمة من السوريين حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وذلك للمرة الثانية منذ بدء العمل بالإجراء المؤقت منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر من عام 2024، ما يفاقم معاناة آلاف طالبي اللجوء، لا سيما من فئة الشبان العازبين.
وأفاد المفوض العام لشؤون اللاجئين وعديمي الجنسية (CGRS) بأن القرار جاء نتيجة استمرار غياب المعلومات الكافية حول الوضع الأمني في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدا أن “الظروف الحالية لا تتيح اتخاذ قرارات دقيقة بخصوص طلبات الحماية الدولية”، وأن التعليق يشمل كل الطلبات الجديدة والإجراءات التي ما زالت قيد المعالجة.
وكانت بلجيكا قد مددت القرار في نيسان/أبريل الماضي حتى نهاية تموز/يوليو، ليأتي التمديد الجديد ويطيل أمد الانتظار والغموض بالنسبة لآلاف السوريين.
تقديم الطلبات مستمر رغم التجميد
ورغم استمرار التعليق، لا يزال بإمكان السوريين التقدم بطلبات جديدة للحماية الدولية، وفق ما ذكرت صحيفة “دامورخن” البلجيكية.
وتم تسجيل نحو 200 طلب شهريا في شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من العام الجاري، وقرابة 100 طلب شهريا بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، مقارنة بمتوسط 500 طلب شهرياً في عام 2024.
انتقادات حقوقية
من جانبه، انتقد المجلس الفلمنكي للاجئين قرار التجميد، واعتبره إجراءً يزيد من التوتر والقلق لدى اللاجئين، كما يراكم ملفات طلبات اللجوء في وقت تعاني فيه مراكز الاستقبال من ضغط متزايد.
وقال توماس ويليكينز، مسؤول السياسات في المجلس، إن عدم اتخاذ قرارات سلبية هو أمر إيجابي في ظل عدم وضوح الأوضاع، لكنه في الوقت ذاته يزيد من حالة “اللايقين المرهق” للسوريين، مشيرا إلى أن تجميد إجراءات اللجوء للأفغان سابقاً تسبب بنقص أماكن الاستقبال، محذراً من تكرار السيناريو نفسه.
وأعرب عن أمله بأن تتوفر معطيات كافية بحلول تشرين الأول/أكتوبر تمكّن المفوضية من استئناف دراسة الطلبات السورية.
وفي ظل النقص الحاد في أماكن الإيواء، حذرت منظمات إنسانية من تداعيات هذا الضغط، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء، حيث اضطر كثير من طالبي اللجوء في السنوات الماضية، خاصة الرجال العازبين، وحتى بعض العائلات، إلى النوم في الشوارع.
وكانت وزيرة اللجوء والهجرة، آنيلين فان بوسويت، قد صرحت سابقا بأنها لن تفتح أماكن استقبال طارئة جديدة هذا الشتاء.
تحرك لناشطين سوريين
وفي مواجهة استمرار التعليق، أطلق ناشطون سوريون مبادرة إنسانية تطالب بإعادة النظر في قرار تجميد دراسة الطلبات.
وشملت المبادرة إرسال رسائل موحدة باللغتين الهولندية والفرنسية إلى المفوضية العامة لشؤون اللاجئين وعديمي الجنسية، وكذلك إلى منظمات حقوقية بلجيكية، تدعو إلى استئناف النظر في الملفات، خاصة في الحالات الإنسانية العاجلة.
وأوضح القائمون على المبادرة أن آلاف السوريين يعيشون أوضاعا قاسية وغير إنسانية منذ تعليق الملفات، وسط غياب جدول زمني واضح لإنهاء هذه الحالة.
عودة محدودة رغم سقوط النظام
وبحسب تقارير رسمية، عاد 111 لاجئا سوريا من بلجيكا إلى سوريا بشكل طوعي منذ بداية العام الجاري، عقب الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، إلا أن عدد العائدين لا يزال منخفضا مقارنة بنحو 30 ألف سوري يقيمون في بلجيكا.
ويرجع ذلك، وفق ناشطين، إلى استمرار سوء الأوضاع الاقتصادية والخدمية، إضافة إلى حجم الدمار الواسع الذي خلفته الحرب في معظم المناطق التي كانت قد خرجت ضد النظام.