
أخبار العرب في أوروبا-قبرص
أعلنت السلطات القبرصية عن قرارها ترحيل عدد من الأطفال السوريين غير المصحوبين بذويهم، الذين تورطوا في حوادث جنائية مختلفة، بعد تصنيفهم كخطر على النظام العام والأمن في الجزيرة، حسبما نقلت صحيفة “Fileleftheros” القبرصية يوم أمس الأربعاء.
بحسب الصحفية، فقد تم تقييم نحو 30 طفلا سورياً في مدينتي لارنكا وبافوس ضمن هذه الفئة، حيث غادر خمسة منهم أراضي قبرص طوعا إلى سوريا، بينما لا تزال الإجراءات جارية لإعادة آخرين ممن ارتكبوا مخالفات جنائية، تحت إشراف وزارة العدل بالتنسيق مع وكالة شؤون اللاجئين القبرصية.
ويشير التقرير إلى وجود أكثر من ألف طفل سوري في قبرص دون رعاية أبوية، مع تأكيد أن نسبة ضئيلة منهم فقط متورطة في قضايا جنائية، مما يسلط الضوء على تحديات التعامل مع هذه الفئة في ظل ظروف الهجرة المعقدة.
وفي حادث منفصل، نقلت صحيفة “Alithia” القبرصية عن وقوع اعتداء عنيف في مدينة ليماسول، حيث تعرض شابان سوريان، يبلغان من العمر 19 و21 عاما، للاختطاف والاعتداء الجسدي على يد سبعة أشخاص من أبناء الجالية السورية أنفسهم، بسبب خلاف مالي.
ووفقا للصحيفة، قام المعتدون بتقييد الشابين بالأيدي والأقدام وجرّهما خلف سيارة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح بالغة. وتم توقيف المشتبه بهم، حيث أمرت المحكمة بحبسهم لمدة 8 أيام على ذمة التحقيقات.
تأتي هذه الإجراءات في ظل تحولات واضحة في سياسة الهجرة في قبرص، خصوصا بعد سقوط نظام الأسد في سوريا نهاية العام الماضي، حيث أعلن نائب وزير الهجرة والحماية الدولية القبرصي، نيكولاس يوانيدس، مطلع العام الحالي، أن أكثر من ألف لاجئ سحبوا طلباتهم للحصول على اللجوء أو الحماية الدولية، في حين عاد حوالي 500 منهم طوعا إلى وطنهم.
وأكد يوانيدس أن “السياسات الأكثر صرامة أثمرت نتائج واضحة”، مشيرا خلال لقائه مع مفوض الهجرة والشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي، ماجنوس برونر، إلى اعتماد قبرص إجراءات مشددة لمنع تدفق المهاجرين، خاصة من لبنان وسوريا وتركيا، في ظل ارتفاع نسبة المهاجرين غير النظاميين التي وصلت إلى 6% من سكان الجزيرة، أي ستة أضعاف المتوسط الأوروبي.
وتظهر الإحصائيات الرسمية أن حوالي 10 آلاف مهاجر غادروا قبرص خلال عام 2024، سواء عبر العودة الطوعية أو الترحيل أو إعادة التوطين في دول أوروبية أخرى، ما ساعد في تسريع معالجة ملفات اللجوء القديمة مع تراجع طلبات اللجوء الجديدة.