
أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
تعيش فرنسا موجة حر شديدة بدأت منذ يوم الجمعة الماضي، ومن المتوقع أن تتفاقم خلال اليومين القادمين، خاصة في مناطق الجنوب الغربي للبلاد.
وأصدرت الأرصاد الجوية الفرنسية “ميتيو-فرانس” تنبيهات باللون الأحمر لـ 12 مقاطعة تعتبر الأكثر تعرضا لدرجات حرارة مرتفعة جدا، فيما وُضعت 41 مقاطعة أخرى تحت حالة إنذار برتقالي تحذيري.
تتراوح درجات الحرارة في هذه المناطق بين 40 و42 درجة مئوية، ما يشكل ضغطا كبيرا على السكان الذين يعانون من أجواء شديدة الحرارة وخصوصا في الليل، حيث لا تنخفض الحرارة في بعض المناطق عن 20 درجة مئوية، ما يزيد من صعوبة التكيّف والراحة خلال ساعات الليل.
وتشمل الموجة الحارة مساحات واسعة تمتد من منطقة “شارانت-ماريم” وصولا إلى “أود”، ويُتوقع أن تستمر حتى عطلة نهاية الأسبوع على الأقل، مع احتمالية تسجيل أرقام قياسية جديدة في بعض المناطق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الرقم الوطني الأعلى المسجل هو 48 درجة مئوية.
ولم تقتصر تداعيات هذه الموجة على ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل ارتفعت أيضا مستويات خطر اندلاع الحرائق، حيث أعلنت السلطات حالة تأهب مرتفعة في 20 مقاطعة، خصوصا في المناطق الغربية والجنوبية.
وفي منطقة “أود”، التي شهدت حرائق ضخمة في الأيام الماضية، لا تزال فرق الإطفاء تكافح النيران التي أتت على ما يقرب من 16 ألف هكتار من الغابات، وسط تحديات الطقس الحار والجاف الذي يزيد من صعوبة السيطرة على النيران.
كما أطلقت السلطات تحذيرات من ارتفاع مستويات تلوث الهواء بالأوزون في مدينتي “مرسيليا” ومنطقة “فوكلوز”، الأمر الذي يمثل خطرا صحيا على فئات الحساسية والأطفال وكبار السن.
وتعتبر هذه الموجة الحارة الثانية التي تشهدها فرنسا خلال هذا الصيف، وهي الخامسة والخمسون منذ عام 1947، مما يعكس زيادة متسارعة في ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة خلال العقود الأخيرة.
وفي سياق متصل، حذر عالم المناخ الفرنسي جان جوزيل من أن موجات الحر في البلاد قد تضاعفت خلال الثلاثين عاما الماضية، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة مرتبطة بشكل مباشر بعملية الاحتباس الحراري التي بدأت تؤثر بشكل واضح على المناخ الفرنسي منذ أكثر من أربعة عقود.