
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
ارتفع عدد عمليات الترحيل في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، وكشفت بيانات رسمية أن ما يقارب واحدا من كل عشرة مُرحَّلين هم من الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وثمانية عشر عاما، وهو ما أثار انتقادات سياسية حادة بشأن التعامل مع هذه الفئة العمرية.
بحسب الأرقام التي أوردتها وزارة الداخلية الاتحادية ردا على سؤال برلماني من كتلة حزب اليسار، وتم نشرها أولا عبر “شبكة التحرير الألمانية” يوم أمس الاثنين (11 أغسطس/آب 2025)، فقد تمّ ترحيل 20,028 شخصا من ألمانيا العام الماضي، بينهم 2,316 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاما، أي بنسبة بلغت نحو 11.6%.
وفي النصف الأول من عام 2025، جرى ترحيل 11,707 أشخاص، بينهم 1,345 من القاصرين، بنسبة مشابهة وصلت إلى 11.3%.
وتشير البيانات إلى أنّ هذه النسبة تكاد تتكرر في السنوات السابقة أيضا، إذ ظلّت تقترب من 10% من إجمالي المرحَّلين.
كما أظهرت الإحصاءات أن أعداد الترحيل ارتفعت بشكل متواصل خلال فترة حكومة ائتلاف “إشارة المرور” (الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر)، من 12,945 حالة في عام 2022، إلى 16,430 حالة في عام 2023، وصولا إلى 20,084 حالة في عام 2024.
ويعود جزء من هذا الارتفاع إلى تشديد قوانين الترحيل الذي أقره البرلمان “البوندستاغ” في مطلع 2024، بدعم من أحزاب الائتلاف الحاكم السابق. وتبقى مهمة تنفيذ قرارات الترحيل من اختصاص الولايات الألمانية.
النائب في “البوندستاغ” عن حزب اليسار، ديتمار بارتش، انتقد بشدة ترحيل القاصرين، وصرح قائلا: “ترحيل مزيد من الأطفال من ألمانيا لا يحل أي مشكلة، بل هو مشكلة بحد ذاته! قسوة القلب يجب ألا تكون لا أسلوب سياسة ولا هدف سياسة لبلدنا”.
ورغم الأرقام المثيرة للجدل، لم تكشف وزارة الداخلية عن تفاصيل إضافية بشأن الفئات العمرية الأكثر تأثرا، ولا عن عدد القاصرين الذين أُعيدوا قسرا برفقة ذويهم.
وتظهر بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن اللاجئين وطالبي الحماية في ألمانيا أصغر سنا في المتوسط مقارنة بسكان البلاد، إذ إن 72% من طالبي الحماية حتى نهاية يوليو/تموز 2025 كانوا دون الثلاثين عاما، و43% منهم دون الثامنة عشرة، فيما شكلت طلبات القاصرين بين 6 و18 عاما ما نسبته 18% من إجمالي الطلبات المقدمة هذا العام.