تقارير

مهاجرون محتجزون في بريطانيا بين الخوف والترحيل.. جدل واسع حول خطة حزب العمال

أخبار العرب في أوروبا-بريطانيا

تواصل المملكة المتحدة جدلها حول خطة الحكومة الجديدة لإعادة المهاجرين المحتجزين في البلاد، والمعروفة بـ”واحد يدخل، واحد يخرج”، والتي أعلن عنها حزب العمال مؤخرا.

تهدف الخطة إلى تبادل الأشخاص الوافدين عبر القوارب الصغيرة بين بريطانيا وفرنسا، بحيث يتم إعادة شخص وصل إلى بريطانيا مقابل قبول آخر للإقامة داخل البلاد، في محاولة لردع آلاف المهاجرين عن عبور القنال الإنجليزي.

مظاهرات واحتجاجات

في هذا السياق، شهدت لندن، الجمعة 8 أغسطس/آب الماضي، مظاهرة أمام فندق بريتانيا الدولي في منطقة كاناري وارف، نظمها ناشطون من منظمة “الوقوف في وجه العنصرية”، تحت شعار “الدفاع عن اللاجئين، الوقوف في وجه الفاشية”.

وشارك المتظاهرون في الاحتجاجات للتعبير عن رفضهم لخطة إعادة المهاجرين، مؤكدين على ضرورة حماية طالبي اللجوء وحقوقهم الإنسانية.

خوف المحتجزين

وأعرب عدد من طالبي اللجوء المحتجزين في مراكز احتجاز بريطانية عن مخاوفهم من إعادة ترحيلهم إلى فرنسا أو بلدانهم الأصلية.

وقالوا لصحيفة “ذا غارديان” إنهم لم يكن لديهم علم بخطة الحكومة قبل مغادرتهم شمال فرنسا، وأنهم وصلوا إلى المملكة المتحدة معتقدين أنهم سيجدون الأمان، قبل أن يتم احتجازهم فور وصولهم.

أحد المحتجزين من إريتريا صرح للصحيفة بأنه رغم سعادته بنجاته من رحلة عبور القنال، إلا أن احتجازه المفاجئ وضعه في حالة صدمة، مشيرا إلى أنه تعرض سابقا للاتجار والتعذيب في ليبيا، وعبّر عن خوفه من أن يُقتل إذا أعيد إلى فرنسا وواجه المهربين مرة أخرى.

كما روى رجل آخر من أفغانستان أنه هرب من محاولة قتل قامت بها طالبان، واعتقد أنه أصبح حرا عند وصوله إلى بريطانيا، لكنه وجد نفسه محتجزا دون معرفة مسبقة بالخطة الحكومية.

تفاصيل خطة “واحد يدخل، واحد يخرج”

وفق وزارة الداخلية البريطانية، من المتوقع إعادة المحتجزين الأوائل إلى فرنسا خلال ثلاثة أسابيع، على أن يتم إخطار السلطات الفرنسية بأسمائهم خلال ثلاثة أيام من احتجازهم، فيما يتعين على فرنسا الرد خلال 14 يوما.

وتشير بعض النشرات التي وزعتها الوزارة إلى أن المرحلين قد يُعرض عليهم حافز مالي من فرنسا للعودة إلى بلدانهم الأصلية.

قلق حقوقي وإنساني

كاريس هاميلتون، مديرة قسم المناصرة في مجموعة رعاية المحتجزين في غاتويك، قالت إن منظمتها تشعر بـ”قلق بالغ” إزاء أوضاع المحتجزين، مشيرة إلى أن العديد منهم كانوا ضحايا التعذيب أو الاستغلال من قبل المهربين أو تعرضوا للعبودية الحديثة في ليبيا.

وأضافت هاميلتون أن هناك مخاوف من ارتفاع حالات إيذاء النفس والانتحار والإضراب عن الطعام نتيجة ظروف الاحتجاز وعدم وضوح مصيرهم.

وتثير هذه الإجراءات انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، التي تحذر من تداعياتها الإنسانية والنفسية على المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بحثا عن الأمان والحماية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى