
أخبار العرب في أوروبا-النمسا
أعلنت الحكومة النمساوية إعادة فتح نحو 5500 ملف لجوء لمواطنين سوريين قدموا طلباتهم خلال السنوات الخمس الماضية، بهدف دراسة إمكانية ترحيلهم إلى سوريا، في خطوة أثارت جدلا واسعا على المستويين الحقوقي والقانوني.
وقال وزير الداخلية النمساوي، غيرهارد كارنر، في حديثه لصحيفة “ستاندرد” يوم أمس السبت (16 أغسطس/آب 2025) ، إن هذه الملفات كانت قد أُغلقت سابقا، لكنها أُعيد فتحها الآن، مشددا على أنه سيتم النظر في إمكانية ترحيل هؤلاء اللاجئين، ليس فقط في حالات ارتكاب الجرائم.
وأكد كارنر عزمه المضي قدما في خطط الترحيل رغم التحفظات التي أبدتها منظمات حقوق الإنسان وقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي أوقفت مؤخرا ترحيل لاجئ سوري مُدان بجرائم بشكل مؤقت.
وأشار الوزير إلى أن وزير الداخلية السوري أبلغه بأن “سوريا أكثر استقرارا مما يظنه البعض، وأكثر استقرارا مما يرغب البعض”، بحسب ما نقلت صحيفة “ستاندرد”، مؤكدا تمسكه بخط متشدد تجاه عمليات الترحيل والحد من لمّ شمل العائلات، ومشددا على أن بعض بنود الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان قد تحتاج إلى إعادة تفسير أو إعادة صياغة عند الضرورة.
ورفض كارنر مجددا مطلب إحدى منظمات الأمم المتحدة بالتحقيق في مصير رجل تم ترحيله من النمسا إلى سوريا وفُقد أثره منذ ذلك الحين، مؤكدا أن الحكومة النمساوية ستواصل تنفيذ سياساتها المتشددة بشأن اللاجئين السوريين.
من جهته، شدد مدير المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللجوء (BFA)، غيرنوت ماير، على أن سوريا لا يمكن اعتبارها دولة منشأ آمنة بالكامل، “لأن ذلك يعني عدم وجود أي تهديدات على المواطنين هناك”، لكنه أضاف أن هذا لا يمنع تنفيذ عمليات الترحيل بشكل كامل، إذ يجب فحص كل حالة على حدة.
وأوضح ماير أن “سبب اللجوء المتعلق بالتجنيد الإجباري للجيش السوري قد زال مع سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأنه حاليا لا توجد عمليات تجنيد قسري”، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع السورية تحاول إخضاع جميع القوات لسيطرتها، مع وجود اختلافات كبيرة بين المناطق المختلفة في البلاد.
تأتي هذه الخطوة في ظل تصعيد الحكومة النمساوية لسياسة الهجرة واللجوء ضد السوريين، رغم اعتراضات حقوقية واسعة، ومواقف المحكمة الأوروبية التي أوقفت ترحيلات بعض الحالات بشكل مؤقت.
وتثير إعادة فتح هذه الملفات جدلا كبيرا حول مصير اللاجئين وأمنهم الشخصي، وما إذا كانت الظروف في سوريا تسمح بعودة آمنة لهم.