أخبار العرب في أوروبا-النمسا
كشفت دراسة صادرة حديثة عن مكتب العمل النمساوي عن التحديات الكبرى التي تواجه اللاجئين السوريين في محاولة اندماجهم بسوق العمل في النمسا، رغم جهود البرامج التدريبية والمساعدات الحكومية.
وأوضحت الدراسة، التي نشرتها صحيفة “كرونه” النمساوية، أن غالبية اللاجئين الحاصلين على حق اللجوء أو الحماية الفرعية، والمسجلين كعاطلين عن العمل أو مشاركين في برامج تدريبية، هم من سوريا.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين غالبا يقضون فترات طويلة في دورات تدريبية متواصلة بدلاً من الانتقال السريع لسوق العمل، كما أن عملية التوظيف تواجه صعوبات، حيث تستفيد نسبة قليلة فقط من عروض العمل المتاحة، ونقص المتابعة يؤدي إلى تراجع دافعية المتدربين.
واستعرض التقرير برنامج “Jugendcollege” الذي يهدف إلى مساعدة اللاجئين على الاندماج في المجتمع وسوق العمل، لكنه أشار إلى نواقص كبيرة في التنفيذ، منها نقص المدربين، وتغييرات الموظفين المتكررة، وتأخير بدء الدورات أو انتهائها مبكرا.
كما أن ساعات العمل الأسبوعية لا تُستغل بشكل كامل، وفترات “الوقت الحر” الطويلة لا تُستثمر بما فيه الكفاية في تعليم اللغة، ما يؤدي إلى إحباط المشاركين.
وأضافت الدراسة أن الاعتراف بالمؤهلات المهنية يشكل عائقا آخر، إذ كثير من اللاجئين يمتلكون خبرات مهنية من سوريا لا تُحتسب لهم في النمسا.
وتشير الدراسة إلى وجود فجوة بين المؤهلات الرسمية والكفاءات العملية (التي لا يُسأل عنها دائما)، وبدلا من تقييم هذه القدرات بشكل عملي، يُوجَّه المتأثرون غالبا إلى تدريبات عامة.
وأكدت الدراسة حالات عديدة لمختصين يحملون شهادات عليا، لكنهم يُعرضون على وظائف منخفضة الأجر، مما يؤدي إلى فقدان الحافز.
كما أبرز التقرير عامل الجذب المالي، مشيرا إلى أن مستوى المساعدات الاجتماعية في فيينا يعمل كحافز للهجرة، إلا أن الوظائف المعروضة غالبا ما تكون منخفضة الأجر بحيث لا تشجع على القبول بها، ما يدفع بعض اللاجئين إلى رفض هذه الوظائف أو تعطيل دورات اللغة لتجنب العمل في وظائف غير جذابة.
وأكد رئيس مكتب العمل، يوهانس كوبف، أن التمويل وحده لا يكفي لحل المشكلات، مشيرا إلى الحاجة لتطوير برامج فعّالة تدمج التدريب والتعليم والاعتراف بالكفاءات لضمان انتقال السوريين إلى سوق العمل بشكل مستدام.
