
أخبار العرب في أوروبا-قبرص
أجرى المستشار النمساوي كريستيان شتوكر يوم الخميس (21 أغسطس/آب 2025) زيارة رسمية إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، التقى خلالها بالرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، حيث بحث الطرفان ملف الهجرة واللجوء الذي يشكّل أحد أبرز التحديات أمام الاتحاد الأوروبي.
الزيارة جاءت في وقت تزداد فيه الضغوط داخل القارة لإيجاد حلول مشتركة لملف اللاجئين، وفي مقدمتهم السوريون.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد شتوكر أن الهدف الاستراتيجي لكل من النمسا وقبرص هو وضع حد للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، مشيرا إلى أن قبرص ستتولى في النصف الأول من عام 2026 رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وستضع قضية الهجرة على رأس جدول أولوياتها.
من جانبه، شدد خريستودوليديس على أن الهجرة تسببت خلال السنوات الماضية في أزمات عميقة داخل دول الاتحاد، معتبرا أنه لم يعد هناك مجال لتأجيل القرارات الحاسمة بشأنها.
وكشف الرئيس القبرصي عن خطة جديدة أعدتها بلاده لإعادة العائلات السورية، وصفها بأنها “نموذج مختلف كليا”، موضحا أن الآلية تقوم على عودة أحد الوالدين مع الأطفال إلى سوريا، مقابل منحة مالية قدرها ألف يورو لكل طفل، بينما يُمنح الطرف الآخر، وغالبا ما يكون الأب، تصريح عمل لمدة ثلاث سنوات في قبرص بهدف كسب المال والمساهمة في إعادة الإعمار داخل بلده، على أن يغادر بعد انتهاء المدة.
وأشار خريستودوليديس إلى أن قبرص تقف إلى جانب النمسا في مساعيها للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا دعم بلاده للمبادرة التي أطلقتها إيطاليا والدنمارك لتعديل اتفاقية حقوق الإنسان بما يتناسب مع الواقع الجديد، وهي المبادرة التي انضمت إليها النمسا أيضا.
وكشف أن عدد الدول المؤيدة لهذه الخطوة بلغ حتى الآن عشرين دولة أوروبية، ما يعكس زخما سياسيا متناميا داخل الاتحاد لإحداث تغييرات جذرية في آليات التعامل مع طلبات اللجوء.
وشدد الرئيس القبرصي على أن بلاده، مثل النمسا، تُعد من أكثر الدول الأوروبية تأثرا بالهجرة غير الشرعية قياسا بعدد سكانها، وهو ما يفرض ضرورة التحرك على مستوى أوروبي موحد لإيجاد حلول دائمة.
وأكد أن الأولوية تكمن في تعزيز التعاون مع دول المنشأ ودول العبور، وتطوير آليات فعالة للترحيل، بما يضمن تقليص الضغوط على الدول الأوروبية التي تواجه تحديات ديموغرافية وأمنية متزايدة نتيجة تدفقات المهاجرين.