بعد مرور عام على حادث زولينغن: هل أثّر الهجوم على نظرة الألمان للاجئين؟

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
في 23 أغسطس/آب 2024، شهدت مدينة زولينغن بولاية شمال الراين في ألمانيا، حادثة طعن مأساوية خلال مهرجان محلي، نفذها لاجئ سوري يبلغ من العمر 26 عاما، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بجروح، بعضهم حرجة.
بعد الهجوم، غمرت الصدمة والحزن أرجاء المدينة، وأثار الحادث جدلا واسعا في ألمانيا حول ملف الهجرة، مع مطالب بإعادة النظر في سياسة اللجوء، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام المحلية.
وبعد مرور عام على الحادث، أجرت إذاعة غرب ألمانيا (WDR) دراسة لتقييم تأثير الهجوم على شعور السكان بالأمان.
وأظهرت النتائج أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في زولينغن ما زال يشعر بعدم الأمان.
تم إجراء الاستطلاع التمثيلي هاتفيا بين 30 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب 2025، وشمل 1001 من سكان المدينة الناطقين بالألمانية والذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر، حيث تم اختيارهم عشوائيا وسُئلوا عن تأثير الهجوم على حياتهم اليومية.
الشعور بانعدام الأمان
أظهرت الدراسة أن 60% من السكان شعروا بعدم الأمان بسبب الهجوم، وبين هؤلاء، 28% ارتبط شعورهم بعدم الأمان بفترة ما بعد الهجوم مباشرة، في حين ما زال نحو 32% يشعرون بعدم الأمان حتى اليوم، مع تسجيل ارتفاع في شعور النساء بعدم الأمان مقارنة بالرجال.
وأشار منظم المهرجان فيليب مولر إلى أن الصور الذهنية للحادثة لا تزال تطارده بعد مرور عام، مؤكدا أن الهجوم ترك أثرا عميقا في نفوس السكان.
قال مولر: “جزء من معالجتي النفسية أن أزور المكان الذي وقع فيه الهجوم، فهذا يعيد لي بعض الشعور بالطبيعية، حتى وإن كانت الحادثة لا تفارق ذهني”.
وأضاف: “ما نعانيه في رؤوسنا ليس مرضا، بل شيء زرعه المهاجم في عقولنا، ولذلك علينا التخلص من الصور والشعور بعدم الأمان، ويجب على سكان زولينغن عدم التنازل عن حريتهم حتى لا ينتصر الإرهاب”.
موقف السكان من اللاجئين بعد الهجوم
أظهرت الدراسة أن الهجمات الفردية مثل هجوم 23 أغسطس/آب 2024 تؤثر على الثقة في الدولة والمؤسسات والسلطات، كما أنها تلقي بظلالها على موقف بعض السكان من استقبال اللاجئين.
وبحسب النتائج، يرى 31% أن الهجوم لم يغير موقفهم من اللاجئين، لأنهم كانوا بالفعل يتبنون موقفا نقديا قبل الحادث، بينما أصبح حوالي 23% أكثر انتقادا لاستقبال اللاجئين منذ الحادثة.
مع ذلك، حافظ معظم السكان على تقييم إيجابي للتعايش بين السكان من أصول مهاجرة وغير مهاجرة في زولينغن، حيث عبر أكثر من نصف المشاركين عن رضاهم واعتبروا أن التعايش “جيد” أو “جيد جدا”.
وقالت الناجية من الحادث ليا فاروكويه: “أتمنى ألا نستخدم هذه الحادثة لإبراز السلبيات، ويجب أن نحرص دائما على ألا تجعلنا مثل هذه الأحداث منقسمين”.
تعزيز التماسك المجتمعي
كما أظهرت الدراسة زيادة الانخراط المجتمعي بعد الهجوم، حيث أفاد حوالي واحد من كل خمسة مشاركين أنه بدأ خلال الأشهر الاثني عشر الماضية بالمشاركة في جمعيات أو مبادرات جديدة، في حين كان 32% من المستطلعين منخرطين مسبقا قبل وقوع الهجوم.