
أخبار العرب في أوروبا-السويد
أظهرت إحصاءات جديدة أن عدد المواطنين القادمين من روسيا والصين وإيران الذين لم يحصلوا على الإقامة الدائمة في السويد تضاعف أكثر من مرتين خلال السنوات الأربع الماضية، سواء عبر الرفض الرسمي أو من خلال سحب الطلبات بأنفسهم.
يأتي هذا التطور في ظل تحذيرات أمنية من محاولات استخبارات أجنبية استهداف الأبحاث السويدية.
وقال رئيس أكاديمية الدفاع السويدية، روبرت إيغنيل، إن روسيا والصين وإيران تمثل «أكبر تهديد بالتجسس على الجامعات السويدية»، في حين أشار تقرير جهاز الأمن السويدي (سابو) إلى أن هذه الدول تسعى للوصول إلى الابتكار السويدي عبر التعاون البحثي أو استقطاب طلاب الدكتوراه والباحثين.
تشديد منذ الانضمام للناتو
تفاقمت هذه التشديدات منذ عام 2022، وهو العام الذي تقدمت فيه السويد بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورغم أن السويد تعمل على جذب المزيد من العلماء والباحثين الدوليين، فإن أوضاع المتقدمين من روسيا والصين وإيران تدهورت بشكل ملحوظ.
الإحصاءات الصادرة عن مصلحة الهجرة أظهرت ارتفاعا كبيرا في عدد الطلبات المرفوضة أو المسحوبة. فقد ارتفع عدد الإيرانيين الذين سحبوا طلباتهم من 214 في عام 2021 إلى 498 في 2022، ثم 1241 في 2023، وصولا إلى 1383 في 2024.
أما الصينيون، فسحبوا 124 طلبا في 2021، وقفز الرقم إلى 525 في 2022، ثم 731 في 2023، قبل أن يتراجع قليلا إلى 585 في 2024.
وفيما يخص الروس، ارتفعت الطلبات المسحوبة من 63 في 2021 إلى 243 في 2022، ثم 345 في 2023، وصولاً إلى 462 في 2024.
ولم تُصدر مصلحة الهجرة بعد بيانات رسمية بشأن حالات عام 2025.
مخاوف من حظر «الشينغن»
ووفق مصلحة الهجرة، قد يسحب المتقدم طلبه لأسباب مختلفة مثل مغادرة السويد أو تغيير خططه، إلا أن تقارير أكاديمية الدفاع أوضحت أن بعضهم يفعل ذلك لتجنب الرفض الرسمي الذي قد يرافقه حظر دخول طويل الأمد إلى منطقة الشينغن.
في تقرير لاتحاد موظفي الجامعات السويدية (SULF)، أشار أكاديمي روسي إلى أن عددا كبيرا من مواطني بلده يواجهون رفضا أو ينتظرون قرارا من مصلحة الهجرة، أو يسحبون طلباتهم لتفادي الحظر.
وكتب قائلا: «ما يجمعنا جميعا هو أننا نحمل جوازات سفر روسية لم نخترها، ويبدو أن مصلحة الهجرة تعيد الكفاءات إلى النظام الروسي».
كما نقلت وسائل إعلام سويدية عن باحثين من روسيا والصين أن طلباتهم أُحيلت إلى جهاز الأمن (سابو) لدواعٍ تتعلق بالسلامة.
أحدهم قال إنه اضطر لسحب طلبه والعودة إلى روسيا بعد تحذير من محاميه بأن قرار الرفض قد يترتب عليه حظر دخول إلى الشينغن لمدة تصل إلى 20 عاما.