السويد: الأداء الأكاديمي يتراجع بين الطلاب المولودين في الداخل ويرتفع بين القادمين من الخارج

أخبار العرب في أوروبا-السويد
أظهر تقرير جديد صادر عن مصلحة المدارس السويدية تراجعا لافتا في نتائج طلاب الصف التاسع خلال السنوات الأخيرة، مع بروز انخفاض أكبر بين الطلاب المولودين في السويد ممن يعانون من ضعف الأداء الأكاديمي.
بالمقابل، شهدت نتائج الطلاب المولودين خارج السويد تحسنا ملحوظا، حيث ارتفعت نسبة القادرين منهم على الالتحاق بالمرحلة الثانوية.
وأشار التقرير إلى أن الخلفية الأسرية لا تزال تلعب دورا محوريا في تحصيل الطلاب، إذ يحصل أبناء العائلات المتعلمة وذوي الدخل الأعلى على درجات أعلى، خصوصا في مادة الرياضيات، وتظهر هذه الفجوة بشكل أوضح بين الطلاب المولودين في السويد.
وقالت المديرة في مصلحة المدارس، بيرنيلا يونسون، لوكالة الأنباء السويدية اليوم الثلاثاء: “رغم الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها الدولة، إلا أن الدعم المقدم للطلاب لا يزال غير كافٍ لتحقيق نجاح شامل لجميع الفئات”.
تحسن ملحوظ بين الطلاب المهاجرين
كشف التقرير أن نسبة الطلاب غير المؤهلين للالتحاق بالبرامج الوطنية في المرحلة الثانوية ارتفعت بين الطلاب المولودين في السويد من 8–9% خلال الأعوام 2000–2021 إلى أكثر من 12% في عام 2024.
في المقابل، تحسنت النتائج بين الطلاب القادمين من الخارج، ويرجع ذلك إلى وصول العديد منهم إلى السويد في سن مبكرة، ما يمنحهم فرصة أطول للبقاء ضمن النظام التعليمي واستكمال تحصيلهم الأكاديمي.
تأثيرات جائحة كورونا والفجوة بين الجنسين
أوضح التقرير أن التراجع في نتائج الطلاب المولودين في السويد يمثل تحولا غير مسبوق منذ أواخر التسعينيات، وبدأ هذا الاتجاه بعد جائحة كورونا، حيث شمل الانخفاض كل من الدرجات الدراسية ونسبة القبول في المرحلة الثانوية.
وأضافت يونسون: “دراستنا لم تحدد السبب بشكل دقيق، لكنها تشير إلى أن التراجع يطال بشكل خاص الطلاب الأضعف أكاديميا، والكثير منهم من المولودين في السويد”، مشيرة إلى أن الانخفاض كان أوضح بين الفتيات.
تفاوت مستمر بين المدارس
سلط التقرير الضوء على استمرار الفوارق بين المدارس، إذ تختلف تركيبة الطلاب بشكل كبير من مدرسة إلى أخرى، وهو ما ينعكس على جودة التعليم والنتائج الدراسية.
وأوضحت مصلحة المدارس أن 75% من تزايد الفرز المدرسي يعود إلى الفصل السكني، و25% إلى نظام اختيار المدارس.
كما أضافت يونسون أن هناك “ميلا لانتقال المعلمين الأكثر كفاءة وخبرة من المدارس التي تواجه صعوبات إلى مدارس أفضل، مما يزيد من تعقيد الوضع في المناطق الضعيفة”، مؤكدة أن الإجراءات المتخذة مثل الدعم الموجّه والمنح الحكومية لم تنجح بالكامل في معالجة المشكلة.
واستند التقرير إلى نتائج طلاب الصف التاسع خلال الفترة من 1998 حتى 2024، ما يوفر صورة شاملة لتطور الأداء الأكاديمي في السويد على مدى أكثر من ربع قرن.