
أخبار العرب في أوروبا-إسبانيا
تحولت فاجعة قارب المهاجرين الذي عُثر عليه قرب جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي إلى صدمة أكبر، بعد أن كشفت التحقيقات الأولية احتمال تورط بعض الناجين في إلقاء ركاب أحياء في البحر بدافع الخرافة، فيما قدّرت السلطات عدد الضحايا بما يصل إلى 70 شخصاً.
الشرطة الإسبانية أعلنت، أمس الثلاثاء، اعتقال 16 شخصا من بين 251 ناجيا من القارب الذي تم إنقاذه يوم 24 أغسطس/آب الماضي، بعد أن ظل 11 يوما تائها في عرض المحيط الأطلسي.
وأوضحت أن الموقوفين يواجهون شبهات بارتكاب أعمال عنف ضد ركاب آخرين خلال الرحلة، وربما تورطهم في وفاة عشرات المهاجرين.
ونقلت قناة “RTVE” الإسبانية الحكومية ووسائل إعلام محلية عن الشرطة الوطنية أن التحقيقات لا تزال مستمرة، في حين يُرتقب عرض الموقوفين خلال الأيام المقبلة أمام قاضي التحقيق.
القارب كان قد انطلق وعلى متنه أكثر من 300 مهاجر، لكن لم يصل إلى ميناء أركينغوين في جزيرة غران كناريا سوى 251 شخصا فقط.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 70 مهاجرا لقوا حتفهم خلال الرحلة، بعضهم بسبب الجوع والعطش، والبعض الآخر في ظروف عنيفة.
القارب، الذي تعطل محركه وفقد القدرة على المناورة، عُثر عليه على بُعد أكثر من 400 كيلومتر من جزر الكناري بواسطة إحدى سفن الشحن التي أبلغت السلطات، قبل أن تتدخل فرق الإنقاذ البحري لنقل الركاب إلى اليابسة.
شهادات الناجين أشارت إلى أن بعض الركاب جرى إلقاؤهم في البحر وهم على قيد الحياة، بعدما اعتُبروا “جالبين لسوء الحظ”.
هذه الروايات دفعت السلطات للتحقيق في احتمال أن تكون الخرافات قد لعبت دورا في المأساة، إلى جانب الظروف القاسية التي تعرض لها الركاب بسبب نقص الطعام والماء.
القضية أثارت موجة غضب واستنكار واسعَين في إسبانيا وخارجها، وسط مطالبات بفتح تحقيق شامل يكشف تفاصيل ما جرى، وتحديد المسؤوليات في واحدة من أسوأ كوارث الهجرة التي شهدها المحيط الأطلسي في السنوات الأخيرة.