تقارير
أخر الأخبار

حزب البديل الشعبوي في تورينغن بألمانيا يثير الجدل بخطة “قرية الحاويات” لطالبي اللجوء

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

كشف حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف في ولاية تورينغن عن خطط راديكالية جديدة في ملف سياسة اللجوء، تتضمن إنشاء “قرية من الحاويات” لإيواء طالبي اللجوء في مطار إيرفورت بهدف ترحيلهم لاحقا.

كما تشمل الخطة قطع الإعانات النقدية وإنهاء اللجوء الكنسي، ما أثار انتقادات شديدة من أحزاب الخضر واليسار.

تفاصيل المشروع

أعلن الأمين العام للحزب، دانيال هازيلوف، يوم أمس الخميس (4 سبتمبر/أيلول 2025)، أن الحزب يخطط لاستثمار نحو 60 مليون يورو في بناء مجمع سكني من الحاويات يستوعب حوالي 4 آلاف لاجئ وطالب لجوء، على أن يحل هذا المجمع محل مراكز الاستقبال الأولية الحالية للاجئين.

وبحسب رؤية الحزب، سيتم نقل مركز احتجاز الترحيل المخصص لطالبي اللجوء الملزمين بالمغادرة من مدينة آرنشتات إلى إيرفورت، ليتم تنفيذ عمليات الترحيل لاحقا من خلال المطار نفسه.

وأوضح هازيلوف أن الهدف من الإيواء المركزي والترحيل ليس دائما، بل يهدف بشكل أساسي إلى وقف تدفق طالبي اللجوء، مؤكداً أن حزب البديل يسعى لجعل ولاية تورينغن “الولاية الألمانية الأولى في إعادة الهجرة”.

أهداف وسياسات إضافية

كما يسعى الحزب عبر مركزية إجراءات اللجوء إلى وقف توزيع اللاجئين على البلديات حتى صدور قرار نهائي بشأن طلب اللجوء.

ويخطط أيضا لإيقاف جميع الإعانات النقدية لطالبي اللجوء واستبدالها بالإعانات العينية. بالإضافة إلى ذلك، يهدف الحزب إلى إلغاء وضع التساهل في الإقامة المؤقتة (دولدونغ) وإنهاء اللجوء الكنسي.

علما أن حزب “البديل” في تورينغن مصنف كحزب يميني متطرف ويخضع لمراقبة مكتب حماية الدستور منذ عام 2021.

ردود الفعل والانتقادات

قالت وزيرة العدل في تورينغن، بياته مايسنر، لإذاعة MDR الألمانية، إن “أوهام حزب البديل وأرقامه لا تعكس واقع الأشهر الماضية”، مشيرة إلى أن عدد طالبي اللجوء تراجع حتى سبتمبر/أيلول بنسبة 44% ليصل إلى 2000 شخص منذ بداية العام الجاري.

وأضافت مايسنر أن “سياسة الهجرة لا تتعلق بالشعارات، وإنما بالنجاحات الملموسة والقابلة للقياس”، متهمة حزب البديل بممارسة خطاب شعبوي يهدف إلى إثارة غضب المواطنين.

اتهامات التحريض العنصري من اليسار

من جانبها، اعتبرت الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في تورينغن أن “حزب البديل يمارس تحريضا عنصريا ضد المهاجرين”.

وأوضحت المتحدثة باسم الكتلة للشؤون المتعلقة بالهجرة، كاتارينا كونيغ-برويس، أن تسليط الضوء على المهاجرين بشكل سلبي وتحويلهم إلى “كبش فداء” لإثارة المخاوف يمثل امتهانا للكرامة الإنسانية.

كما انتقدت سياسة الهجرة التي ينتهجها الحزب المسيحي الديمقراطي، معتبرة أنها تقوم على الانغلاق والترحيل ونشر شبهات عامة ضد المهاجرين.

بدوره، صف زعيم الكتلة البرلمانية لحزب البديل، بيورن هوكه، المستشارة السابقة أنغيلا ميركل بأنها “أكبر خائنة في عصرنا”، مؤكدا الحاجة إلى إصلاح شامل لتشريعات اللجوء وتغيير جذري في سياسة الهجرة الألمانية.

يُذكر أن عام 2015 شهد فتح ألمانيا والنمسا حدودهما أمام آلاف طالبي اللجوء، ما أدى إلى زيادة حادة في أعداد المهاجرين إلى ألمانيا، وهو ما شكل خلفية سياسية وثقافية للجدل المستمر حول سياسات الهجرة في البلاد، خاصة في الولايات الشرقية مثل تورينغن حيث يحظى حزب البديل بشعبية متزايدة رغم الانتقادات الحادة الموجهة له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى