
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، أمس الإثنين، تعيين سنان سيلين، وهو ألماني من أصول تركية، رئيساً لجهاز الاستخبارات الداخلية (حماية الدستور)، في خطوة غير مسبوقة تمثل تحولا بارزا في المشهدين السياسي والاجتماعي، إذ تُعد هذه المرة الأولى التي يتولى فيها شخص من أصول مهاجرة رئاسة هذا الجهاز الأمني في ألمانيا.
سنان سيلين، المولود في إسطنبول عام 1972، انتقل مع عائلته إلى مدينة كولون وهو في الرابعة من عمره، وتخلى لاحقا عن جنسيته التركية مكتفيا بالجنسية الألمانية.
ورغم أن جذوره التركية ليست محور حديثه العلني، فإن وصوله إلى رأس جهاز الاستخبارات يُعدّ مؤشرا على صعود أبناء المهاجرين إلى مواقع قيادية في بلد يشكّل ذوو الأصول المهاجرة نحو 30% من سكانه.
صحيفة «مورغن بوست» الألمانية وصفت تعيينه بأنه «قصة نجاح مهاجر في ألمانيا»، معتبرة أنه دليل على أنّ المجتمع الألماني يتغير نحو مزيد من الانفتاح.
فيما وصفه نائب «الحزب المسيحي الديمقراطي» رودريش كيسفتر بأنه «قرار ممتاز» بالنظر إلى خبرته الطويلة في مجالات الأمن والاستخبارات.
ويمتلك سيلين مسيرة مهنية تمتد لأكثر من عقدين داخل الجهاز؛ حيث عمل في ملفات حساسة بينها محاولة تفجير قطارات كولون عام 2006، وتولى لاحقا ملفات مكافحة الإرهاب.
كما شغل مناصب في وزارة الداخلية، قبل أن يعود عام 2019 نائبا لرئيس الجهاز، ويتولى تسيير مهامه بعد استقالة الرئيس السابق توماس هالدنفانغ.
ويواجه الرئيس الجديد للاستخبارات الداخلية تحديات متعددة، أبرزها متابعة مراقبة حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف بعد تصنيفه حزباً «معادياً للدستور»، بالإضافة إلى مواجهة تصاعد أنشطة المتطرفين الإسلامويين، إذ أظهر تقرير رسمي ارتفاع أعداد المصنَّفين كـ«إسلامويين متطرفين» من 27 ألفا إلى أكثر من 28 ألفاً خلال العام الماضي.
كما يضع سيلين ملف التهديدات الروسية في صدارة أولوياته، محذرا من توسع أنشطة موسكو التي تشمل الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل الإعلامي والتخريب، مؤكدا أن ألمانيا أصبحت هدفا رئيسيا في الاستراتيجية الروسية.
وفي الوقت ذاته، يدفع سيلين باتجاه تعزيز استقلالية الاستخبارات الألمانية عن نظيرتها الأميركية، معتبرا أن الاعتماد الكبير على واشنطن في رصد التهديدات يمثل ثغرة ينبغي معالجتها.