أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
صوت البرلمان الفرنسي لصالح مشروع قانون هجرة جديد مثير للجدل، أمس الثلاثاء، بأغلبية 349 صوتا مؤيدا مقابل 186 صوتا رافضا للقانون.
ورغم انتصار الأغلبية البرلمانية، فإن إقرار القانون يعد خطوة ذات عواقب خصوصا بعد أن رفضته جهات عديدة، برلمانية وحقوقية وناشطة في المجتمع المدني الأوروبي والفرنسي على حد سواء.
والقانون الجديد يتضمن بنودا صارمة متعلقة بحقوق المهاجرين الوافدين وعائلاتهم، إضافة إلى الطلاب والعمال الأجانب.
ولقي القانون معارضة الجمعيات التي تساعد المهاجرين، ووقعت نحو 50 منظمة بيانا صحفيا، اليوم الأربعاء، انتقدت فيه نص القانون، مشيرة إلى أنه ”يتيح المجال لكراهية الأجانب“.
ورأت المنظمات غير الحكومية أن القانون هو “الأكثر رجعية منذ 40 عاما على الأقل“، وخشيت من عواقبه التي ستجعل حياة المهاجرين محفوفة بالمخاطر.
إلى جانب ذلك قالت منظمة العفو الدولية إن “النص خطير ولا يحترم أبسط حقوق المهاجرين”.
ولم تكتف بعض الجمعيات الداعمة للمهاجرين بالتنديد النص، إذ أكدت أنها ستعارضه جملة وتفصيلا مثل جمعية ”يوتوبيا 56“ التي أوضحت ”لا نسمح بحدوث ذلك سننتفض وننتصر. إن كراهيتهم وقوانينهم لن تدمر تضامننا“.
ولم تقتصر الأزمة التي أثارها قانون الهجرة على الأحزاب والجمعيات وآلاف الأطباء الذين قالوا إنهم مستعدون لإعلان “الإضراب” في حال إلغاء المساعدات الطبية الحكومية، بل شملت أيضا الأكاديميين، كون القانون يتضمن بنودا متعلقة بالطلاب الأجانب، رأتها مدارس عليا لإدارة الأعمال في فرنسا ”مقلقة“.
وقال مديرو مدارس إدار الأعمال (ESSEC) و( ESCP) و (HEC) في بيان، أن ما يقدمه نص القانون بشأن الطلاب ”لا يعد حلولا وإنما عراقيل تهدد مستقبل التعليم العالي في فرنسا“.
كما أكدوا بأن هذا القانون”سيقلل من نسبة الطلاب الدوليين”في المدراس والجامعات الفرنسية.
والقانون الذي تم إقرار مساء أمس الثلاثاء، والذي قد يحتاج لمشوار طويل قبل تطبيقه، لقي ترحيبا كبيرا من أحزاب اليمين واليمين المتطرف.
واعتبرت رئيسة حزب ”التجمع الوطني“ ذات التوجه اليميني المتطرف، مارين لوبان، أنه “انتصار أيديولوجي” لبرنامجها المناهض للهجرة.
بينما رأى وزير الداخلية، جيرالد دارمانان،عراب هذا القانون بأنه “يحمي الفرنسيين وينظم العمال غير المسجلين“.
كما أشاد رئيس حزب الجمهوريين اليميني، إريك سيوتي، بالقانون وقال إنه “فوز تاريخي لليمين“، مضيفا بأن القانون يكافح ”الهجرة الجماعية“.
اقرأ أيضا: البرلمان الفرنسي يقر مشروع قانون الهجرة الجديد.. ماهي بنوده
على عكس ذلك، هاجمت أحزاب اليسار وسياسيون وناشطون ذلك القانون. واعترضوا على تلك الخطوة وطالبوا بالتراجع عن إقراره، ومنهم الحزب الاشتراكي، الذي أعلن عزمه على الطعن بالقانون أمام المجلس الدستوري.
كما ندد زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف، جان لوك ميلانشون، بالقانون وقال إنه ”انتصار مشين”.
أيضا هاجمت “سيريل شاتلان” النائبة عن حزب الخضر القانون، مؤكدة بأنها “تشعر بالخزي والعار”، وقالت إن الرئيس ماكرون استحضر أفكار اليمين المتطرف في مشروع القانون.